شخصيات مثلت الدبلوماسية الجزائرية، ودافعت عن مصالح البلاد في الخارج، تضم القائمة أسماء تاريخية أوصلت صوت القضية الجزائرية إلى العالم الخارجي، إبان الاستعمار الفرنسي، وأخرى مثلت الجزائر بعد الاستقلال في المنظمات وفي المحافل الإقليمية و الدولية.
وفي ما يلي أبرز الدبلوماسيين الذين مثلوا الجزائر و دافعوا عن مصالحها على مستوى المنظمات الإقليمية والدولية.
مسعود زقار (1926 ـ 1987) : يعتبرالمناضل والدبلوماسي المدعو رشيد كازا من رجالات الثورة الجزائرية، استخدم علاقاته الواسعة مع زعماء و رؤساء دول كبرى في خدمة الثورة.
وعرف عن زقار ـ وكان مقربا من الرئيس الراحل، هواري بومدي ـ بأنه كان يمد الثورة بالمعلومات اللازمة لمواجهة العدو الفرنسي.
محمد يزيد (1923 ـ 2003): دبلوماسي وإعلامي محنك، خدم الثورة وأوصل صوتها إلى العالم الخارجي.
ترأس “وزارة الأخبار” في الحكومة المؤقتة التي شكلت في سبتمبر 1958، وتولى مهمة الدعاية والإعلام، وكل ما يتعلق بالعمل الإعلامي للثورة..
برزت بصمة محمد يزيد في دفاعه عن القضية الجزائرية في الأمم المتحدة خلال الخمسينيات. حيث لعب دورا بارزا في إدخال القضية إلى أروقة المنظمة الأممية.
في الدورة العاشرة لاجتماع الأمم المتحدة في 1955، تمكن الوفد الجزائري ـ الذي كان من ضمنه محمد يزيد ـ من كسر القيود التي فرضتها فرنسا على الجزائر في تلك المرحلة، حيث نجح الوفد في تسجيل القضية الجزائرية على جدول أعمال الدورة.
محمد سحنون (1931 2018) : دبلوماسي محنك، عمل في صمت بعيدا عن الأضواء، رغم الملفات الساخنة التي أوكلت إليه على المستويين العربي والدولي.
شغل منصب سفير الجزائر بالعديد من البلدان منها ألمانيا (1975-1979) و فرنسا (1979-1982) و الولايات المتحدة (1984-1989) و المغرب (1989-1990).
وتولى منصب رئيس بعثة الجزائر لدى الأمم المتحدة (1982-1984)، ومنصب مساعد الأمين العام لمنظمة الوحدة الإفريقية (1964-1973)
وشغل أيضا منصب مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية (1973-1975)، و منصب ممثل خاض للأمين العام للأمم المتحدة مكلف بالصومال.
تميز بحسن إدارته لملفات أوكلتها له الأمم المتحدة في صراعات مزمنة، سواء في الصومال أو في منطقة البحيرات الكبرى، أو على رأس لجان متخصصة لمعالجة قضايا معقدة. .
أحمد بن حلي ( 1940 ـ 2017) : عرف هذا الدبلوماسي بكفاءته وبخبرته الطويلة فى منظومة العمل العربى المشترك.
تدرج بن حلى فى عمله كمستشار للأمين العام للجامعة العربية، ثم كأمين عام مساعد أثناء فترة تولى عصمت عبد المجيد، ثم كنائب للأمين العام فى عهد عمرو موسى.
و عمل قبل ذلك سفيرا للجزائر فى السودان.
وصفته الجامعة العربية عقب وفاته بـ “إحدى قامات الأمانة العامة وعلما من أعلام العمل الدبلوماسي العربي..”
محمد صالح دمبري (1938 ـ 2020): سطر اسمه بأحرف من ذهب في سجل الدبلوماسية الجزائرية، من خلال مشواره الثري الحافل بالإنجازات في خدمة الوطن.
ومن المواقف التي سجلت للرجل الذي كان ممثلا للدبلوماسية الجزائرية، رفضه حضور حفل التوقيع على معاهدة السلام الذي أقيم في وادي عربة في إسرائيل في 26 أكتوبر 1994، وقال حينها للرئيس اليمين زروال “لو نحضر الحفل فهذا يعني أننا قمنا بالخطوة الأولي للتطبيع مع إسرائيل.”
لعب دمبري أيضا دورا بارزا رفقة محمد الصديق بن يحيى، في الوساطة التي قادتها الجزائر عام 1981 وقادت إلى تحرير 52 دبلوماسيا أمريكيا احتجزوا كرهائن بالعاصمة الإيرانية طهران.
رحيل رجل دولة فذ و ديبلوماسي من الطراز الأول ساهم في حل أزمة الرهائن الأمريكيين في #طهران مع الفقيد بن يحي. محمد صالح #دمبري عرفته في جنيف ممثلا دائما ل #الجزائر لدى الأمم المتحدة. كانت حضوره قويًا و يكفي وحده للدفاع عن بلده و عن القضايا العادلة. رحمة الله عليه. pic.twitter.com/tNbxuzNGk2
— Hasni Abidi (@hasniabidi) January 2, 2020
ومن المناصب التي شغلها ، تولى من 1979 إلى 1982 منصب أمين عام لوزارة الشؤون الخارجية (1979 ـ 1982)، وأمين عام لوزارة الشؤون الاجتماعية (1990 ـ 1992).
ومن 1993 إلى 1995 ، تولى دمبري منصب وزير الشؤون الخارجية،.
زشغل أيضا منصب سفير الجزائر لدى كل من كندا، المملكة المتحدة، اليونان والفاتيكان.
رمطان لعمامرة (1952): يعتبر وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، من أبرز الدبلوماسيين الذين مثلوا الجزائر في الأمم المتحدة واللاتحاد الإفريقي.
نجح بخبرته في ترقية السلم والأمن في القارة الإفريقية، من خلال دوره في حل نزاعات معقدة.
شغل بين عامي 2003 و2007، منصب مبعوث للأمم المتحدة إلى ليبيريا، وفي سبتمبر 2017، عينته الأمم المتحدة عضوا اللجنة الاستشارية العليا للمنظمة الأممية المكلفة بالوساطة الدولية.
وفي يوليو 2018، انضم رمطان لعمامرة إلى مجلس إدارة منظمة “مجموعة الأزمات الدولية”، وهي منظمة غير حكومية مقرها بروكسل.
وكلف في 2018 بمهمة وساطة إفريقية في الأزمة السياسية بمدغشقر، انتهت باتفاق الحكومة والمعارضة، ثم عين مبعوثا للاتحاد الإفريقي للإشراف على الانتخابات الرئاسية في مدغشق..
وعين الاتحاد الإفريقي لعمامرة بعد ذلك في منصب ممثل سامي للاتحاد وكلف بمبادرة “إسكات البنادق في إفريقيا”.
الأخضر الإبراهيمي (1934): تقلد عديد المناصب على غرار وزير الشؤون الخارجية، وممثل الجزائر لدى الجامعة العربية.
مثل ثورة التحرير في إندونيسيا ومنطقة آسيا، وكانت المنطقة تعيش في زخم حركات التحرر.
انتقل بعدها إلى القاهرة كمبعوث للحكومة الجزائرية المؤقتة. وعين أول سفير للجزائر المستقلة في مصر عام 1963.
ساهم في حل نزاعات دولية، وساهمت جهوده في توقيع اتفاق الطائف في 1989 والذي أنهى 15 عاما من الحرب الأهلية في لبنان.
وفي إطار الأمم المتحدة، شارك الإبراهيمي في بعثات السلام، خاصة منها إلى جنوب إفريقيا وأفغانستان والعراق.
وبعد تقاعده أوكل إليه الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة عدة ملفات منها الملف السوري في 2014.
نور الدين أمير (1938) : يعد من الدبلوماسيين الجزائريين الذين أثبتوا جدارتهم على مستوى منظمة الأمم المتحدة.
ويأتي انتخابه في 24 جوان الماضي في عضوية لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري، تكريسا إضافيا للعمل الدبلوماسي الجزائري، وعرفانا بخبرته في مجال القانون الدولي.
تقلد البروفيسور أمير مناصب دبلوماسية قبل أن ينتخب لأول مرة سنة 2001 بصفة خبير في لجنة الأمم المتحدة من أجل القضاء على التمييز العنصري.
أعيد انتخابه في 2017 بنفس اللجنة لعهدة خامسة مدتها أربع سنوات، ابتداء من جانفي 2018. وفي 24 جوان 2021 ، انتخب لعهدة سادسة مدتها أربع سنوات، بصفته عضو لجنة القضاء على التمييز العنصري.
ونال 139 صوتا خلال الاجتماع الـ 29 للدول الأطراف في الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، والذي عقد في نيويورك الأميركية.