مناضلة ومدافعة شرسة عن حقوق الشعب الصحراوي، اشتهرت عالميا في 2009، لقبت بالمناضلة الصامدة، و بـ”غاندي” الصحراء الغربية.
بدأت أمينتو حيدار منذ شبابها، النضال من أجل استقلال الصحراء الغربية، وسجنت خلال سنوات 1987 إلى 1991، ومن 2005 إلى 2006، بتهم تتعلق بمناصرة الاستقلال.
تعرضت للاعتقال من طرف أجهزة الأمن المغربية في العشرينيات من عمرها، إثر مشاركتها رفقة صحراويين آخرين في مظاهرات في 1987، عقب زيارة قامت بها لجنة تابعة للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية.
قام الأمن المغربي بوضعها في مراكز اعتقال سرية، وأفرج عنها في 1991، ودخلت السجن مرة أخرى في 2005 ، وأفرج عنها في العام التالي.
حرمت المناضلة الصحراوية المولودة في 24 جويلية 1966، من جواز سفرها طيلة 15 عاما، واسترجعته في 2005، بفضل تدخل منظمة العفو الدولية (أمنيستي).
إبعاد وإضراب عن الطعام
اشتهرت أمينتو حيدار على الصعيد العالمي، بعد اعتقالها في 13 نوفمبر 2009، من طرف أجهزة الأمن المغربية، في مطار العيون، فور نزولها من الطائرة القادمة من مطار لاس بالماس الإسباني بجزر الكناري.
ووبررت السلطات المغربية اعتقال الناشطة الخقوقية برفضها “الامتثال لإجراءات الشرطة العادية ونبذ جنسيتها المغربية..”
أبعدت جوا في اليوم التالي إلى جزر الكناري، حيث شرعت في إضراب عن الطعام في 16 نوفمبر 2009، للمطالبة بحقها في العودة إلى وطنها بالعيون المحتلة، مكتفية بتناول الماء المحلي بالسكر.
ورغم تدهور حالتها الصحية، واصلت المناضلة الصحراوية إضرابها عن الطعام، ورفضت في المقابل عرضا بالحصول على حق اللجوء السياسي في إسبانيا وجواز سفر إسباني، وأكدت حينها أن هدفها هو العودة إلى الصحراء الغربية “حية أو ميتة بجواز سفر أو بدونه”.
تضامن المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية مع أمينتو حيدار، ونجحت في تسليط الأضواء على قضيتها وعلى قضية شعبها الذي يناضل ضد المحتل المغربي.
وأمام الضغوط الدولية، رضخ النظام المغربي وسمح للناشطة الحقوقية التي أضربت عن الطعام شهرا كاملا، بالعودة إلى مدينتها العيون في الصحراء الغربية في ديسمبر 2009.
وووصفت انتصارها بأنه: “انتصار للقانون الدولي وحقوق الإنسان وقضية الصحراء الغربية..”
رغم تطويق منزلها ووضعها رهن الإقامة الجبرية، تعهدت حيدار بعد عودتها إلى مدينة العيون، بتصعيد معركتها من أجل حقوق الإنسان في الصحراء الغربية..
وواصلت نضالها ودفاعها عن حقوق شعبها في المحافل الدولية، وكشف الاضطهاد والقمع والتعذيب الذي يتعرض له من قبل الاحتلال المغربي..
وترأست تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان (كوديسا)، ثم “الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال في الصحراء الغربية” التي تأسست في سبتمبر 2020.
جوائز
حازت أمينتو حيدار على جوائز دولية في مجال حقوق الإنسان عن عملها النضالي السلمي، أبرزها جائزة روبرت ف. كينيدي لحقوق الإنسان لعام 2008.
ونالت أيضا جائزة الشجاعة المدنية لعام 2009، وجائزة “رايت لايفليهود” السويدية لعام 2019.
واستلمت في 5 ديسمبر 2019 جائزة نوبل البديلة، اعترافا لكفاحها ونضالها السلمي الطويل من أجل حقوق شعبها في الحرية والكرامة.
وفي 5 أوث 2019، كرمت جريدة”أوزي” الأمريكية أيقونة النضال الصحراوي لحقوق الإنسان، من خلال بورتريه سلط الضوء على مسارها النضالي الذي منحها لقب “غاندي الصحراء الغربية”.
ورشحت المناضلة الحقوقية الصحراوية لجائزة نوبل للسلام لسنة 2021 ، لحملتها السلمية من أجل استقلال الصحراء الغربية.