واحد من أبرز قيادات حركة التحرير الوطني الفلسطيني(فتح)، وأبرز الشخصيات التي كرست حياتها للدفاع عن الحق الفلسطيني، لم يمنعه الاعتقال ولا السجن من الاستمرار في الكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي.
مروان البرغوثي، المناضل والأسير الفلسطيني الذي يقبع في سجون الاحتلال منذ عام 2002، يشبهه البعض بنيلسون مانديلا، الأيقونة التي حاربت نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
يقول أنصاره إنه يمتلك كاريزما، ويحضى بمصداقية لدى الشعب الفلسطيني، تؤهله لقيادة السلطة الوطنية الفلسطينية لو خاض غمار انتخابات الرئاسة القادمة.
ويتوجس الإسرائيليون من هذا المناضل، الذي كان مقربا من الزعيم الراحل ياسر عرفات، ويقولون إنه يشكل خطرا عليهم حتى وهو داخل أسوار السجن.
مسيرة ونضال مبكر
ولد مروان البرغوثي يوم 6 جوان 1958 في قرية كوبر برام الله في الضفة الغربية، وهو متزوج من المحامية فدوى البرغوثي التي ساندته بقوة ونقلت قضيته للمحافل الدولية.
حصل على الثانوية العامة وهو في السجن، ثم درس التاريخ والعلوم السياسية، وهو حائز على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية.
بدأ البرغوثي النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي في سن مبكرة، حيث انخرط في حركة فتح، واعتقل لأول مرة عام 1978 بسبب نشاطه السياسي.
التحق بجامعة بيرزيت الفلسطينية بعد اللإفراج عنه عام 1983، وهناك عمل على تأسيس منظمة الشبيبة التابعة لحركة فتح والتي لعبت لاحقا دورا محوريا في الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي انطلقت عام 1987.
تعرض للمطاردة والاعتقال ووضع تحت الإقامة الجبرية، ثم أبعده الاحتلال إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولم يمنع المنفى البرغوثي من الاستمرار في النضال السياسي، حيث عين عضوا في اللجنة العليا للانتفاضة في منظمة التحرير الفلسطينية والتي تشكلت مع ممثلي الفصائل الفلسطينية خارج الأراضي المحتلة.
وفي عام 1989 انتخب عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح، وكان أصغرهم سنا.
عهداً علينا ان نبقى الامناء على فلسطين وقضيتها وإرث تضيحيات أبنائها .
اخوكم مروان البرغوثي – فلسطين#مروان_البرغوثي pic.twitter.com/6ZLMqogfwq— مروان البرغوثي – فلسطين (@Marwan_Barghout) February 15, 2021
كفاح ما بعد أوسلو
عاد المناضل الفلسطيني إلى الأراضي المحتلة بعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وبدأ معركة أخرى من النضال والكفاح.
انتخب في أول اجتماع لقيادة فتح في الضفة الغربية برئاسة الرحل فيصل الحسيني، وبالإجماع عين نائبا للحسيني وأمين سر الحركة في الضفة الغربية.
ولعب البرغوثي دورا كبيرا خلال الانتفاضة الثانية، وفي 15 أفريل 2002 اعتقل ووضع في سجن “هداريم”، ووجهت له تهم عديدة منها التحريض على قتل عشرات الإسرائيليين.
وفي 20 ماي 2004 حكم قضاء تل أبيب على البرغوثي بالسجن 5 مؤبدات و40 عاما.
وخلال جلسات محاكمته، لم يعترف المناضل الفلسطيني بالتهم الموجهة إليه، وقال أمام وسائل الإعلام إنه لا يعترف بشرعية المحاكمة أو قانونية اعتقاله لأنه نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني.
ورغم سحنه وتشديد الحراسة عليه من قبل الاحتلال، واصل البرغوثي نضاله داخل سجنه، حيث دافع ويدافع عن الأسرى في سجون الاحتلال.
وخارج أسوار السجن، استمر في دعم وتشجيع شعبه على الكفاح والانتفاضة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في القدس المحتلة وفي المسجد الأقصى وفي قطاع غزة.
وفي الذكرى الـ 73 للنكبة الفلسطينية، بعث المناضل الفلسطيني برسالة من سجنه إلى الفلسطينيين يحثهم فيها على ضرورة التصدي للاحتلال والانخراط في المقاومة.
وعلى إثر تلك الرسالة، قامت إدارة السجون الإسرائيلية بنقل البرغوثي إلى سجن آخر.
ترشح للانتخابات
عاد اسم مروان البرغوثي إلى الواجهة خلال الشهور الأخيرة، حيث ذكرت تقارير إخبارية في فيفري الماضي أنه يعتزم الترشح لانتخابات الرئاسة الفلسطينية القادمة من داخل سجنه.
وبحسب ما نقلت مصادر إخبارية، فقد تراجع البرغوثي عن الترشح لانتخابات الرئاسة بعد تلقيه رسالة من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس.
مع العلم أن رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية أعلن في مقابلة تلفزيونية في جانفي الماضي أن محمود عباس هو مرشح حركة فتح في انتخابات الرئاسة القادمة، وأن حركة فتح مجمعة على ذلك.
وكان استطلاع للرأي أجراه في وقت سابق المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية برام الله، أظهر أن الجمهور الفلسطيني يفضل البرغوثي كمرشح للرئاسة على عباس.
ويقول القيادي بحركة فتح، حاتم عبد القادر في تصريح سابق له إن مروان البرغوثي “بات حالة تعبر عن آمال وطموحات الشعب الفلسطيني في التغيير الحقيقي، وأيضا تحديث حالة جديدة للصراع مع الاحتلال الإسرائيلي من أجل الخروج من النفق السياسي المسدود.
غير أن البرغوثي تحالف مع ناصر القدوة، القيادي المفصول من حركة فتح ضمن قائمة موحدة لخوض غمار الانتخابات التشريعية التي قرر رئيس السلطة تأجيلها.