لم ينم سكان قطاع غزة منذ أيام، من شدة أصوات القصف الإسرائيلي الذي استهدف منازل مدنية ودمرها فوق رؤوس قاطنيها.
أدى القصف الإسرائيلي إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء.
قبل استهداف منزلهم كتبت ريهام الكولك من مدينة غزة على حسابها على موقع “فيسبوك”، “يا رب سلم يا رب أمانة”، “يا رب رحمتك يا رب أمانة”.
تستخدم قوات الاحتلال البرية والبحرية والجوية منذ بدء العدوان قبل سبعة أيام سياسة العقاب الجماعي والأرض المحروقة عبر استهدافها الأبراج السكنية ومنازل المواطنين المدنيين، والتي كان آخرها برج الأندلس ومنازل مدنية في شارع الوحدة غرب مدينة غزة.
قوات الاحتلال تعمدت الحاق الدمار بالبنى التحتية في قطاع غزة الذي تحاصره منذ 14 عاماً، عبر قصف شبكات الطرق والكهرباء والمياه.
لم يجد أصحاب المنازل المجاورة للبيوت المستهدفة في شارع الوحدة إلا الهروب إلى مجمع الشفاء الطبي القريب وسط بكاء وصراخ الأطفال.
ومنذ بداية عدوانها الهمجي ارتكبت قوات الاحتلال مجازر بشعة ضد المدنيين الآمنين، مثل مجزرة عائلة أبو حطب في مخيم الشاطئ، وآخرها المجزرة البشعة في شارع الوحدة وسط مدينة غزة.
طواقم صحفية
وخلال العدوان المتواصل لم تسلم المكاتب والطواقم الصحفية من الاعتداءات الإسرائيلية، والتي كان آخرها تدمير مقري شبكة الجزيرة القطرية ووكالة الأنباء الأمريكية “أسوشتيد برس” بعد تدمير برج الجلاء في قلب مدينة غزة.
وتجاوزت حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان 181 شهيداً بينهم 47 طفلا، و29 سيدة، وأكثر من 1200 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء.
وتفند المجاز التي تركبها قوات الاحتلال بحق المدنيين العزل في القطاع مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم استهداف قواته الحربية للمدنيين العزل.
ولا توجد أية احصائيات رسمية بحجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت والمساكن في قطاع غزة، نظراً لاستمرار العدوان الإسرائيلي.
من جانبه، أدان محافظ غزة إبراهيم أبو النجا العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه عدوان “همجي” أدى إلى ارتقاء مئات الشهداء وآلاف الجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى اتباع سياسة تدمير الأبراج والمباني السكنية فوق رؤوس سكانها.
وأضاف أبو النجا لـوكالة الأنباء الفلسطينية”وفا”، “أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس تتابع بشكل يومي ومتواصل الأوضاع في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي، وأنها تصب كل جهدها عبر اتصالاتها الدولية لحماية أبناء شعبنا من الهمجية الإسرائيلية التي تحرق الأخضر واليابس”، مشيرا الى أن الرئيس أمر بتقديم جميع ما يلزم من اجل تعزيز صمود ابناء شعبنا في القطاع.
ودعا المحافظ، المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف العدوان الاسرائيلي الذي ارتكب مجازر بحق الأطفال والنساء بعد تدمير المباني السكنية فوق رؤوس أصحابها.
وعن الأهداف الإسرائيلية وراء قصف الأبراج والمباني السكنية، يقول المختص في الشأن الإسرائيلي عاهد فروانه لـ “وفا”: “الاحتلال استهدف الأبراج في بداية التصعيد الحالي ومبكرا جدا بمعنى انه بدأ من حيث انتهى في حرب ٢٠١٤ كوسيلة ضغط على أبناء شعبنا الصامد.”
وأضاف لـ “وفا”، أن قوات الاحتلال تطبق ما يسمى بنظرية الضاحية بمعنى استهداف أكبر عدد من المباني في أقل فترة لإحداث الصدمة، إلى جانب الضغط الاقتصادي لما تمثله هذه الأبراج من مقرات للكثير من الشركات والمؤسسات، وأيضا معاقبة الاعلام الفلسطيني لما يقوم به من دور مهم في فضح الجرائم الإسرائيلية، خاصة وأن معظم وسائل الإعلام توجد مقراتها في الأبراج.”
وأكد أن “الاحتلال بدأ مبكرا لأنه لا يريد أن تستمر هذه الجولة طويلا وليستعيد الردع الذي تآكل كثيراً، وإذا ما استمر في هذه السياسة فهو يريد إعادة غزة عشرات السنين إلى الوراء حتى تظل مهمومة بمشاكلها الاقتصادية والإنسانية.”
جرائم حرب
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة، أكد أن قوات الاحتلال دمرت المزيد من المنازل السكنية، على رؤوس قاطنيها لتقضي على أسر كاملة، واستهدفت البنى التحتية وسط المدن والأحياء المكتظة بالسكان، والأراضي الزراعية، إلى جانب استهداف منشآت حكومية ومواقع لفصائل المقاومة، لتحيل القطاع بأسره إلى مكان غير آمن.
وجدد المركز الحقوقي في بيان له، تحذيره بأن المدنيين هم الذين يدفعون الثمن جراء حالة التصعيد، مؤكداً أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في شن هجمات محددة على مناطق سكانية مأهولة واستخدام الأسلحة على قاعدة الانتقام الجماعي، يشكل مخالفات جسيمة لاتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949، ترقى إلى جرائم حرب.
وحذر المركز، من ازدياد تدهور الأوضاع الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، سواء النازحين أو المهدمة بيوتهم والذين باتوا بلا مأوى، أو افترشوا الأرض في مراكز الإيواء، وسط ظروف تتردى فيها أوضاعهم الإنسانية.