قال رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، إن موسكو لا تريد الحرب، “لكنها مستعدة للدفاع عن مواطنيها في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين” المعلنتين من طرف واحد..
يأتي هذا التصريح في الوقت الذي دعت فيه ست دول أوروبية، من بينها فرنسا وألمانيا، روسيا إلى عدم الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا.
وكان مجلس الدوما الروسي صادق مؤخرا على قرار بالتوجه إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطلب الاعتراف باستقلال “الجمهوريتين الشعبيتين” عن أوكرانيا.
وتبادلت القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليون الموالون لروسيا، الخميس، الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار في منطقة لوغانسك (شرقي أوكرانيا).
ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن فولودين قوله اليوم إن “فولوديمير زيلينسكي (رئيس أوكرانيا) يستفز لبداية حرب كبرى، وبدون دعم خارجي من غير المرجح أن يتخذ مثل هذه الخطوات، التي من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع حرب في وسط أوروبا”.
واعتبر رئيس مجلس الدوما الروسي اتهامات واشنطن لروسيا بنيتها غزو جارتها أوكرانيا، هي “استفزاز متعمد لتضليل المجتمع الدولي”، مضيفا أنه إذا بدأت الحرب، فإن “أوروبا هي التي ستصبح ساحة للقتال”.
قذيفة أوكرانية في مقاطعة “روستوف” الروسية
واكدت روسيا سقوط قذيفة أطلقت من أوكرانيا في مقاطعة “روستوف” الروسية الحدودية، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الأوكراني مقتل أحد جنوده في قصف نفذه انفصاليون اليوم السبت في شرق أوكرانيا.
وذكرت مصادر رسمية في روسيا أن قذيفة أطلقت من أوكرانيا على خلفية التصعيد العسكري في منطقة دونباس، انفجرت في مقاطعة روستوف الروسية قرب الحدود بين الدولتين.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن مصدر في أجهزة إنفاذ القانون تأكيده أن القذيفة انفجرت في منطقة تاراسوفسكي على بعد 300 متر عن أحد المنازل في قرية ميتياكينسكايا، مضيفا أن موقع الانفجار يقع على بعد نحو كيلومتر واحد عن الحدود الأوكرانية. وأشار المصدر إلى أن القذيفة لم تلحق أي أضرار مادية أو إصابات بشرية.
وفي كييف، أعلن الجيش الأوكراني مقتل أحد جنوده في قصف نفذه الانفصاليون في شرق أوكرانيا. وقال الجيش الأوكراني على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك إنه رصد 19 انتهاكا لوقف إطلاق النار من الانفصاليين منذ بداية اليوم مقارنة مع 66 في اليوم السابق.
واضاف الجيش أن الانفصاليين فتحوا النار على أكثر من 20 تجمعا سكنيا مستخدمين المدفعية الثقيلة المحظورة بموجب اتفاقات “مينسك “.
ونفت حكومة أوكرانيا بشدة تلميح روسيا بأن كييف قد تشن هجوما في شرق البلاد.
ويأتي ذلك على خلفية تصعيد التوترات العسكرية في منطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا، حيث تتبادل حكومة كييف من جهة وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين ذاتيا اتهامات بمخالفة اتفاقات مينسك وانتهاك نظام وقف إطلاق النار.
وأعلنت جمهوريتا دونباس التعبئة العامة وشرعتا في إجلاء مواطنيهما المدنيين إلى روسيا محذرتين من أن قوات الحكومة الأوكرانية أنهت استعداداتها لشن هجوم واسع جديد عليهما وهذا ما نفته كييف.
في غضون ذلك، أفاد مراقبون مستقلون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يعملون بالأراضي الأوكرانية بتصاعد انتهاكات وقف إطلاق النار بين الانفصاليين وقوات كييف حيث جرى أمس الأول الخميس تسجيل أكثر من 500 انفجار في المنطقة.
بحث حلول سلمية للأزمات الحالية والتحديات الأمنية المستقبلية
وأكد الاتحاد الأوروبي أن مؤتمر ميونخ للأمن لعام 2022، الذي بدأ فعالياته أمس مدة ثلاثة أيام، يجمع صانعي القرار الرئيسيين في العالم لمناقشة النهج المشتركة والحلول السلمية للأزمات الحالية والتحديات الأمنية المستقبلية على المستويين العالمي والإقليمي.
ويأتي المؤتمر في وقت يشهد فيه العالم تطورات على المستويات السياسية والأمنية، خصوصا الأزمة بين أوكرانيا وروسيا.
ويناقش المؤتمر، الملف النووي الإيراني، وجائحة فيروس كورونا، وأزمات المناخ والطاقة، بالإضافة إلى بنية النظم الأمنية في العالم، والوضع الأمني في منطقة الساحل في أفريقيا.
ويشارك في المؤتمر، الذي يستمر إلى غاية غد الأحد، عدد كبير من وزراء الخارجية والدفاع من عدة دول باستثناء روسيا.