تشهد تركيا منذ أكثر من أسبوع أسوأ موجة حرائق في تاريخها، طالت عدة ولايات جنوب وجنوب غربي تركيا، وأتت على مناطق سياحية هامة في البلد.
كشف وزير الزراعة وشؤون الغابات، بكر باكدميرلي أن فرق الإطفاء تمكنت على مدى الأيام الثمانية المنصرمة من إخماد 167 حريقا. وقال إن هناك 11 حريقا باقيا.
ويكافح آلاف الأشخاص على الأرض بدعم من طائرات إطفاء الحرائق والطائرات المسيرة والمروحيات لإخماد حرائق الغابات الضخمة في سبعة أقاليم ومدن بجنوب تركيا.
ووصلت النيران أمس الأربعاء إلى محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم إلى الشرق من بودروم في جنوب غرب تركيا، وسط خشية دعاة حماية البيئة من وصول النيران لوحدة تخزين الفحم بالمنشأة، وما قد ينتج عن ذلك من تلوث للهواء.
وتشتعل الحرائق ـ التي اتسع نطاقها بسبب الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة ــ على الساحل الجنوبي لتركيا منذ أكثر من أسبوع، لتجبر آلاف السكان على مغادرة منازلهم، وأدت أيضا إلى تدمير آلاف المباني وهلاك الماشية وتلف الممتلكات.
وطالت حرائق الغابات عدة ولايات جنوب وجنوب غربي تركيا، ضمنها أنطاليا وأضنة وموغلا ومرسين وعثمانية، وأعلنها الرئيس، رجب طيب أردوغان “مناطق منكوبة”.
واندلعت الكثير من الحرائق التي أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص، قرب منتجعات كبرى على الساحل الجنوبي على بحر إيجه والبحر المتوسط.
وكانت ألسنة اللهب قد التهمت 3 من الجبال الأربعة المحيطة بمنطقة إيشميلر السياحية، واقتربت النيران من فندق ميراج. وفي مرمريس المجاورة، ، مما دفع عدد من السياح إلى اللجوء إلى فنادق أخرى بعيدة عن منطقة الحرائق.
واستخدمت سفن خفر السواحل التركية والقوارب الخاصة واليخوت لنقل المصطافين إلى مناطق آمنة، وفقا لوسائل الإعلام المحلية.
ففي مدينة بودروم، أخليت ثلاثة فنادق من فئة الخمس نجوم.
وتلقت تركيا مساعدات خارجية لإخماد الحرائق، وجاءت فرق إطفاء من إسبانيا وكرواتيا و روسيا وإيران وأوكرانيا وأذربيجان، لمساعدة تركيا التي طلبت دعما أوروبيا.
ويذكر أن مركز المراقبة عبر الأقمار الاصطناعية التابع للاتحاد الأوروبي كشف أن قوة الحرائق في تركيا بلغت كثافة “غير مسبوقة” منذ 2003.
أردوغان في مرمى النيران
تعرض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان لانتقادات من المعارضة، وشنت حملة ضده في مواقع التواصل الاجتماعي، طالبته بالاستقالة من منصبه، بسبب ما اعتبرتها استجابته المتأخرة لمكافحة الحرائق.
وألقت أحزب المعارضة باللائمة على الحكومة لترك العديد من طائرات مكافحة الحرائق متوقفة بدون استخدامها في مطار بأنقرة.
ورد الرئيس أردوغان على معارضيه، بالقول ـ في مقابلة مع قنوات تركية خاصة بثت أمس ـ إنه لا ينبغي استغلال الوضع الراهن لتحقيق غايات سياسية.
وأكد أن طواقم الإطفاء تواصل مكافحة الحرائق دون توقف، وأن عدد الطائرات المشاركة في مكافحة حرائق الغابات ارتفع إلى 20، وهناك أيضا 51 مروحية.
وكشف الرئيس التركي أن 187 حريقا اندلع في غضون ثمانية أيام، 15 منها لا تزال مستمرة، وتمت السيطرة على بعضها.
وأكد الرئيس التركي عزم حكومته على تشجير جميع المناطق المحترقة لتعود خضراء من جديد، وحث السلطات المحلية على البدء في أقرب وقت بتعويض الأهالي المتضررين من الحرائق.