أحيا الشعب الصحراوي، الذكرى الـ47 لإعلان قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، بعد جلاء الاحتلال الاسباني من أراضيه، فجر 27 فيفري من سنة 1976، ليُرفع العلم الصحراوي فوق مؤسسات الدولة لأول مرة.
فرحة الشعب الصحراوي باستقلاله لم تدم طويلاً، فقد تنصّل الجار المغربي من واجبه الديني والأخلاقي، ليصطدم بعدوان سمي عبثاً بالخضراء، غير أنّها شكّلت مرحلةً سوداء من تاريخ المنطقة لا يزال الشعب الصحراوي يدفع ثمن تبعاتها إلى اليوم.
47 سنة من اللجوء، لم تثن الشعب الصحراوي عن المطالبة باستقلاله، وطرد الاحتلال المغربي الذي تفنّن في تشريده وتقسيم أواصره بجدار ضمّ ملايين الألغام المضادة للأفراد والعربات، كما لم تُثنه عن مواصلة انتفاضته السلمية في المدن المحتلة.
في الذكرى الـ47 لإعلان قيام الجمهورية الصحراوية فوق أراضيها، يستذكر الصحراويون نهاية حقبة وبداية أخرى، كان الثابت الوحيد فيهما هو استمرار اغتصاب إرادته الحرة في نيل الحرية والاستقلال.
يرى الخبير الأمني أحمد ميزاب أنّ استقلال الشعب الصحراوي مسألة محتومة وليست مسألة مطروحة للنقاش، وهي قضية قد فُصل فيها منذ تسعينيات القرن الماضي وتم التوقيع على هذه المسألة ويقر الكلّ بهذا الموضوع، بما فيهم الاحتلال المغربي نفسه.
أرجع أحمد ميزاب سبب طول أمد الصراع بين جبهة البوليساريو والمغرب إلى «اللعبة القذرة التي يمارسها نظام المخزن المغربي»، وتمارسها معه أطراف داعمة له من أجل العبث في أوراق أخرى ومحاولةً منها للبحث عن منافذ أخرى يمكن من خلالها السطو على حقوق الشعب الصحراوي.
قال المتحدث أنّ الشعب الصحراوي أبان عن قدرات عالية في الصمود، وبأنه صاحب كلمة ويمتلك خياراته الاستراتيجية وبأنه قادر على أن يتحدى العالم.
أردف أحمد ميزاب متحدثاً لـ»الشعب» قائلاً « لقد رأينا مناورات المغرب السياسية الدنيئة التي تجاوزت كلّ الحدود المعقولة والمنطقية، ولكن بمثابرة وإرادة الشعب الصحراوي استعاد زمام المبادرة وفرض على الأمم المتحدة تعيين مبعوث خاص للصحراء الغربية، بل وصلت الشجاعة بالشعب الصحراوي إلى إشهار أوراقه بكلّ جرأة».
واصل الخبير الأمني قائلاً بأنّ المؤتمر الأخير لجبهة البوليساريو تضمّن مجموعةً من الرسائل الواضحة التي أرسلها المؤتمرون للعالم، يؤكدون من خلالها بأنّ الشعب الصحراوي يمتلك خياراته بيده، وبأنه هو من يفرض على المجتمع الدولي المسارات التي يستوجب سلوكها وليس العكس.
استعرض أحمد ميزاب جانباً من الحالة المأساوية التي يعيشها نظام الرباط، موضحاً بأنّ المخزن المغربي هو اليوم في حلقة مفرغة، يجول فيها دونما أن يحقق خطوة واحدة إلى الأمام، «فالدبلوماسية المغربية أضحت مثل تلك الذبابة التي لا تقتل ولكنّها تزعج».
جدّد ميزاب التأكيد على أنّ قضية الصحراء الغربية هي قضية يسلّم الكل بعدالتها، وهي قضية تدخل في إطار التزامات القارة الافريقية، من خلال ميثاق الاتحاد الافريقي، والتي لا يمكن لأيّ طرف من أطراف القارة الافريقية التراجع حول مبادئه والتزاماته، مضيفاً القول «هناك عمل دبلوماسي يستوجب القيام به والعمل عليه في إطار تحريك هذا الملف والتقدم به نحو الأمام، فكل الخطوات تمت وبقيت التفاصيل في توفر الإرادة نحو إجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية».
