جيوبوليتيكا

جريدة إلكترونية متخصصة في الشؤون الدولية والدبلوماسية والإستراتيجية
تصدر عن مؤسسة الشعب

الأحد 26 مارس 2023
  • الرئيسية
  • ملفات
  • تحليلات
  • دبلوماتيكا
لاتوجد
عرض كل النتائج
جيوبوليتيكا
  • الرئيسية
  • ملفات
  • تحليلات
  • دبلوماتيكا
جيوبوليتيكا
لاتوجد
عرض كل النتائج

المشهد الدولي وصراعات الاتجاهات الاعظم

وليد عبدالحي - وليد عبدالحي
2023-02-20
في تحليلات, رئيسي
0
المشهد الدولي وصراعات الاتجاهات الاعظم
مشاركة على فيس بوكمشاركة على تويتر

من بين مشكلات الدراسات المستقبلية في جانبها المنهجي هو تحديد ما يسمى المحرك أو السائق (Driver)، أي المتغير الذي يؤثر في بقية المتغيرات أكثر من غيره، ويتم تحديد هذا المتغير من خلال ما يسمى مصفوفة التأثير المتبادل (Cross Impact Matrix).

يبدو لي أن اغلب الباحثين في هذا الميدان يميلون في نتائج مصفوفاتهم (وقد أكون من أكثرهم ميلا) لاعتبار التكنولوجيا هي هذا المحرك، مع ضرورة تحديد مفهوم التكنولوجيا، فهي تعني تطور آلات الإنتاج وأنماطه ومناهج التفكير وفلسفة المعرفة ومفاهيمها اللغوية، فهل يمكن الفصل مثلا بين تطور مناهج البحث وبين تطور التكنولوجيا.

وبالمقابل كيف يمكن الفصل بين التكنولوجيا وبين تناقص معدلات الانجاب بعد الإثبات الإحصائي بان هناك علاقة ارتباط وثيقة بين  مستوى التعليم وبين تناقص عدد أفراد الأسرة الواحدة؟ وهكذا كلما انتهجت التنبؤ العكسي(Back cast)  أو انتهجت طرائق الإسقاط(Projection)  والانحدار(Regression)  تجد ان التكنولوجيا بمفهومها الكلاني (Holistic) تُطل من أبواب الظاهرة أو نوافذها أو تتوارى خلف الجدران.

فإذا انغمسنا في عدد من الاتجاهات الأعظم(Mega-trends )  في الحياة الدولية بتفاعلاتها وقطاعاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والتقنية والفلسفية، سنجد الكلانية شاخصة في إثبات أن تفاعلات هذه القطاعات تنتج معطيات ليست في أي منها (كالماء فيه خواص ليست في مكوناته المنفردة) فالكل اكبر من مجموع الأجزاء، وهنا تبدو مشكلة المنهج التجزيئي (Reductionism) في رسم صورة البنية الدولية استنادا لكل قطاع على حدة دون التنبه للتأثير المتبادل بين القطاعات وتباين تسارعها من قطاع لآخر ومن دولة لأخرى ومن إقليم لآخر.

ما هي الاتجاهات الأعظم الأكثر تداولا في الدراسات المستقبلية لرسم صورة المستقبل حتى عام 2030؟

أولا: تسارع التطور التكنولوجي تسارعا خطيا كما يرسمه المنحنى السوقي وتباين الفرق بين الدول والمجتمعات والأفراد من حيث القدرة على التكيف مع هذا التسارع، مما يفتح المجال للاضطراب وتحديد مستوياته طبقا لمستوى القدرة على التكيف.

ثانيا: التحول في أسواق الإنتاج والعمالة مما نتج عنه تزايد شرائح البطالة وتزايد سوء توزيع الدخل بين الأمم وداخلها، وتكاد أن تكون هذه ظاهرة شبه عامة، ولكنها مرتبطة بالتكنولوجيا التي تغير من أنماط الإنتاج وأدواته مما يحيل فئات عاملة من المركز إلى الهامش الصناعي أو حتى خارج الهامش، ورغم ارتفاع إجمالي الناتج المحلي العالمي من 50 تريليون دولار عام 2000، إلى 75 تريليون  عام 2016، إلى 96 تريليون مع بدايات 2023، فان مؤشر غيني(Gini index)  يشير إلى فروق واسعة في نصيب الشرائح الكبرى من السكان من الثروة وهو ما يعزز الاضطراب.

ثالثا: تغيرات المناخ نتيجة تسارع التصنيع والتكدس الحضري (12% من سكان العالم حاليا (أي حوالي مليار نسمة) يعيشون في مدن يفوق سكان الواحدة منها 10 ملايين نسمة)، ونتيجة التغير في أنماط الحياة،  مع ميل  إلى ارتفاع استهلاك الطاقة بمعدل 1.7% سنويا حتى عام 2030، ناهيك عن تأثيرات التجارب النووية ومختبرات التجارب البيولوجية  العسكرية والمدنية ونهب باطن الأرض بحثا عن النفط والمعادن المختلفة، مما يغير من تركيبة الصفائح الجيولوجية ويفتح المجال أمام الزلازل والأعاصير وغيرها من الكوارث الطبيعية.

رابعا: تزايد الترابط التقني والاقتصادي وتنامي التفسخ الاجتماعي وخلخلة مركزيات النظام الدولي: ويكفي إعطاء مؤشرات على ذلك:

  • سيكون 75 %  من سكان العالم مرتبطين بالانترنت في بيوتهم أو سياراتهم أو أجسادهم حتى عام 2030، وسيكون هناك 125 مليار جهاز مرتبطة جميعها بالانترنت مقارنة بـ27 مليار عام 2017، وسيرتفع عدد المسافرين بين الدول من حوالي 4 مليار عام 2017 إلى أكثر من 11.5 مليار عام 2036، بكل ما لذلك من تداعيات ثقافية واجتماعية واقتصادية بل وبيئية.
  • تزايد التفسخ في البنيات الاجتماعية: فلو حسبنا مساهمة العمليات الإرهابية التي تقف خلفها حركات سياسية انفصالية سنجد أنها تشكل 67 % من العمليات، مقابل 16% لما يسمى تنظيمات جهادية و12% لحركات يسارية و5 % لحركات يمينية فاشية، وكلها تشير إلى تفسخ اجتماعي قسري.
  • حجم الترابط التجاري: خلال الفترة بين 2000 و2020 تضاعف التبادل التجاري بين دول العالم 3 مرات، لكن عدد القيود التي تفرضها الدول على تدفق السلع والخدمات لنفس الفترة زاد بحوالي ستة أضعاف أو ما سماه البعض ظاهرة التباطؤ  slowbalization  في مواجهة العولمة، ولكن هذا التباطؤ لا ينفي التزايد، بل يحدد سرعته.
  • النزوح التدريجي للاقتصاد العالمي من الغرب إلى آسيا، فلو قارنا بين القوى الكبرى سنجد الأتي :

أ‌- تراجع نصيب الولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي من 27.5% عام 2000 إلى 22.6% عام 2015 الى 20.2 عام 2030 استنادا لإسقاط الاتجاه الأعظم على السنوات السبع الباقية.

ب‌- أما أوروبا الغربية فتراجعت لنفس السنوات من 20.9 % الى 14.9% الى 12.2%.

ت‌- بالمقابل ارتفع نصيب الصين (نفس الفترة) من 8% الى 19.6% الى 23.7. %

ث‌- أما اليابان من 4.4% الى 6.1% الى 8.8%،

ج‌-  فإذا أضفنا الهند من 4.2% الى 6.9% الى 10%

ح‌-  اما روسيا فانتقلت من 3.4% الى 3.8% الى 3.6%…

ذلك يعني انه في عام 2030 سيكون نصيب الولايات المتحدة وأوروبا الغربية (المركز الصناعي التقليدي) 32.4% مقابل 46.1% للقوى الآسيوية المركزية الصاعدة، فإذا أضفنا إلى ذلك حجم الدين العام(دون الخاص) نجد ان معدلة لاوروبا والولايات المتحدة  واليابان يصل إلى 119.5% بينما في الصين 71.5%، وفي الدول النامية 48.7% (حوالي 124 دولة نامية).

مؤشرات أولية على المستقبل

من العسير في المستقبل أن تتمكن دولة بمفردها من مواجهة التحديات العالمية الكبرى.

نتيجة لذلك، ستعتمد أهمية الدولة على قدرتها على نشر مجموعة متنوعة من الآليات للتأثير على القرارات السياسية للدول الأخرى، بدلاً من مجرد القدرات الأولية التي تمتلكها تحت تصرفها.

المحددات الرئيسية لذلك ستكون هي عدد ونوعية العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف.

وسيتم تحديد النفوذ من خلال التجارة وتدفقات المعونة وليس القوة الاقتصادية في حد ذاتها، ومن خلال نقل الأسلحة والتكنولوجيا بدلاً من  حجم الإنفاق العسكري.

وعلى نفس المنوال، فإن عضوية المنظمات والتحالفات الدولية ستشكل رأسمالًا، كما ستزداد القوة الناعمة والقدرة على إلهام الآخرين من خلال تطوير تكنولوجيا التلاعب بالبنيات السيكولوجية للأفراد وتوجيهها باتجاهات يتوهم أصحابها أنها من بنات أفكارهم.

من جانب آخر، هناك موضوع العنف والحروب، فعلى  الرغم من تراجع عدد الحروب “بين الدول” إلا ان المعطيات تشير إلى حرب واحدة على الأقل كل عشر سنوات بين القوى الكبرى برا أو بحرا أو جوا أو حربا سيبرانية، أما الحروب الأهلية فإما ان تبقى بمعدلها الحالي أو أنها ترتفع لتصل إلى 40 حربا أهلية في العام، أي ان نسبة الدول التي ستشهد حروبا أهلية ستكون عام 2030 حوالي 12% من دول العالم، فإذا أضفنا إلى ذلك أن هناك الآن 50 دولة هشة يقطنها 1.4 مليار نسمة، سيرتفع عدد سكانها عام 2030 إلى 1.9 مليار و2.6 مليار عام 2050، وسيكون اغلب هذه الدول في إفريقيا جنوب الصحراء، فإننا نستطيع تحديد المناطق الملتهبة القادمة، وإذا كانت العناية الأمريكية ستتركز على حوض الهادئ بشكل رئيسي، فان تركيز أوروبا مستقبلا سيكون على نقطتين هما شرق أوروبا والشرق الأوسط، بينما سيبقى ما يسمى الجوار القريب هو الشغل الشاغل لروسيا.

فإذا كانت التكنولوجيا بمعناها الواسع هي المحرك أو السائق نحو تحديد شكل المستقبل لكل إقليم جيو-سياسي أو جيو-استراتيجي، فيمكن لنا تخيل موقع المنطقة العربية مستقبلا لمجرد معرفة أنها المنطقة  التي تعد واحدة من اقل مناطق العالم إنفاقا على البحث العلمي وبخاصة في المجال التكنولوجي… وبدون ربما.

سابقة

بروكسل تبرئ البوليساريو من اتهامات المخزن

موالية

مبادرة الرئيس تبون.. عودة إفريقيا إلى الأفارقة

وليد عبدالحي

وليد عبدالحي

مشابهةمقالات

مخطط المخزن لهدم اتحاد المغرب العربي
رئيسي

مخطط المخزن لهدم اتحاد المغرب العربي

2023-03-26
سحر المخزن ينقلب عليه!
رئيسي

سحر المخزن ينقلب عليه!

2023-03-26
مساعي باتيلي لإخراج المرتزقة وتوحيد الجيش في ليبيا
رئيسي

مساعي باتيلي لإخراج المرتزقة وتوحيد الجيش في ليبيا

2023-03-19
إشتراك
الاتصال عبر
دخول
أسمح بإنشاء حساب
بموافقتك سيتم إنشاء حساب في موقعنا بناءا على معلوماتك الشخصية في حسابك الإجتماعي.
إلغاءموافق
نبّهني عن
guest
أسمح بإنشاء حساب
بموافقتك سيتم إنشاء حساب في موقعنا بناءا على معلوماتك الشخصية في حسابك الإجتماعي.
إلغاءموافق
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
جيوبوليتيكا

جيوبوليتيكا جريدة إلكترونية متخصصة في الشؤون الدولية والدبلوماسية والإستراتيجية تصدر عن مؤسسة الشعب.

© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.

تطوير واستضافة شركة رانوبيت

لاتوجد
عرض كل النتائج
  • الرئيسية
  • ملفات
  • تحليلات
  • دبلوماتيكا
wpDiscuz
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط .