كانت الجزائر سباقة على الدّوام في دعم الدول العربية والإسلامية في المحن بمختلف أشكالها، سواء أزمات اقتصادية، أمنية، أو كوارث طبيعية، والشواهد في هذا الإطار كثيرة..
ساعدت الجزائر مالي في تخطي أزماتها الأمنية منذ بدايتها، وتوسطت بين الفرقاء المتخاصمين، وسارعت إلى تقديم المساعدات الاقتصادية اللازمة لسكان الأقاليم المتضررة من الصراع. كما ساعدت الجارة التونسية على تخطي الأزمة الاقتصادية التي تعيشها وفق صيغ مختلفة. كما عملت الجزائر على مسح ديون الدول الإفريقية التي تجاوزت قيمتها 1.4 مليار دولار، وخلال الكوارث الطبيعية لم تتردد الجزائر في مساعدة دول العالم، حتى المتقدمة منها.
جاءت الجزائر في طليعة الدول العربية المشاركة في عملية إغاثة المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، وأدى إلى هلاك أكثر من 25 ألف شخص وتدمير آلاف المباني، حيث أمر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بإرسال فرق الحماية المدنية إلى تركيا وسوريا للمشاركة في عمليات الإنقاذ بعد ساعات قليلة من وقوع الزلزال المدمر. كما أرسل الهلال الأحمر الجزائري أطنانا من المساعدات الإنسانية التي شملت مواد غذائية وخيما ومساعدات أخرى.
ردود فعل إيجابية
لقيت المبادرة الجزائرية لمساعدة سوريا وتركيا ردود فعل إيجابية في مختلف أنحاء العالم، لاسيما في المنطقة العربية. وشهدت منصات التواصل الاجتماعي نشر آلاف الصور والفيديوهات لأشخاص وثقوا جهود الحماية المدنية الجزائرية في مساعدة المتضررين، بإنقاذ 13 شخصا وانتشال جثامين 118 ضحية من تحت الأنقاض، بحسب حصيلة جديدة قدمتها، أمس، المديرية العامة للحماية المدنية.
وأوضح المصدر ذاته، أنه “فيما يتعلق بحصيلة تدخل فرق الإنقاذ بتركيا، منذ يوم 6 فيفري الماضي وإلى غاية منتصف نهار الأحد 12 فيفري 2023، فقد تم إخراج 96 ضحية من تحت الردوم بمنطقة أديامان، من بينها 12 شخصا على قيد الحياة و84 جثة لمتوفين”.
ويرى أستاذ العلوم السياسية، الدكتور عبد القادر بولحفة، في تصريح لـ«الشعب”، أن ما قامت به الجزائر هو امتداد لسياستها المعلنة في دعم القضايا العادلة في شقها الإنساني، والدعم الجزائري ليس له أهداف سياسية أو مصلحية، لكن ما شهدناه من ردود إيجابية جعلنا نشعر بالفخر، لاسيما ردود فعل الإخوة العرب على المستوى الشعبي، وهذا من دون شك يساهم في كل مرة في تحسين صورة الجزائر في الخارج والتي عملت عدة جهات على تشويهها، وبالتالي فالمكاسب السياسية دائما موجودة حتى وإن كنت لا تسعى الى ذلك، وهذا ما يحسب لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، فسرعة التحرك والدقة في اتخاذ القرار في الوقت المناسب، من شأنه أن يصب في مصلحة الجزائر مستقبلا، لاسيما وأن تركيا تعد من الدول الصاعدة اقتصاديا في المنطقة، وهكذا موقف من شأنه أن يعزز العلاقة بين البلدين على المستوى الرسمي وحتى الشعبي.
وقفة الجزائر امتداد لمواقفها المشرفة
في تصريح للتلفزيون الجزائري قال الرئيس السوري بشار الأسد، خلال تفقده عمليات الإغاثة: “الجزائر في الوجدان بالنسبة لنا كجيل وللأجيال القادمة”، وشكر الرئيس السوري الجهود الجزائرية في مساعدة بلده والذي يشهد أزمة أمنية حادة متعددة الأطراف، وبعيدا عن التجاذبات السياسية، جاءت المساعدات الجزائرية في سياق إنساني، وفي إطار البعد العربي والإسلامي.