يشهد الملف الليبي منذ فترة حركية كبيرة، حيث تسعى مختلف الطراف الفاعلة داخليا وخارجيا إلى تعجيل مسار حل الأزمة التي دامت اكثر من 10 سنوات.
أعلن رئيسا مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح ومجلس الدولة الأعلى في طرابلس خالد المشري اتفاقهما على 2 من 7 مناصب سيادية في البلاد. في وقت اعلنت وزارة الخارجية التحضير لمؤتمر دعم اسقرار ليبيا. حسب وكالة الأنباء الليبية “وال”.
وقال عقيلة صالح إنه اتفق مع المشري على تنفيذ مخرجات المسار المتعلق بالمناصب السيادية قبل نهاية ديسمبر القادم. إلى جانب استئناف الحوار لعمل ما يلزم من أجل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، “وفق خارطة طريق وتشريعات بالتوافق بين المجلسين”. وأوضح خالد المشري أن انقسام المؤسسات الليبية عمق الأزمة في البلاد. وأضاف أن الجانبين توصلا لاتفاق بعقد لقاءات في الفترة القادمة لمتابعة ما تم الاتفاق عليه. وكذا على العمل على توحيد السلطة التنفيذية في ليبيا “في أقرب الأوقات”.
ورفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة،الاتفاق المعلن بين صالح والمشري . وقال في تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر: “الليبيون يطالبون الجميع بالإيفاء بالتزاماتهم تجاه الانتخابات، أما الحديث عن مسارات موازية مثل تقاسم المناصب السيادية فلم يعد مقبولا”. وجدد الدبيبة مطالبته لرئيسي مجلسي النواب والدولة بـ”الإسراع في اعتماد قاعدة دستورية عادلة تنهي المشكل القانوني الذي يمنع إجراء الانتخابات كما حصل في ديسمبر الماضي”.
مؤتمر دولي ثان
أعلنت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش،الجمعة، الإعداد لمؤتمر دعم استقرار ليبيا بنسخته الثانية لتمهيد الطريق إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية .حسبما أوردته وكالة الأنباء الليبية “وال”.
وأكدت ” المنقوش ” في تغريدة نشرتها عبر حسابها بموقع ” تويتر “، الجمعة، أن الإعداد لهذا المؤتمر يأتي بعد مرور عام كامل على مؤتمر دعم استقرار ليبيا بنسخته الأولى الذي احتضنته العاصمة طرابلس. وكان المؤتمر اللبنة الأولى في طريق الازدهار والاستقرار لأول مرة بعد أكثر من 10 سنوات. أضافت المسؤولة.
وقالت ” إن المؤتمر حقق نجاحا عالميا وأكدت فيه ليبيا أنها تمتلك وتقود زمام أمورها في الأحداث التي تتعلق بأمنها واستقرارها وسيادتها .
وتابعت ” المنقوش ” أن بعض الأطراف حاولت عرقلة الجهود التي تم بذلها في هذا الصدد ولكننا لن نُولي أي اهتمام للمحاولات التي تهدم هذه الجهود بل نراها دافعاً لاستكمال مسار الأمن والاستقرار لليبيا” .
اهتمام دولي
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش أعلن الأسبوع الماضي عن نية ألمانيا في إعادة إحياء مؤتمر برلين 2، بعد نحو عام عن احتضانها هذا الأخير. وفي هذا السياق قرر مجلس الأمن عقد جلسة إحاطة، الاثنين، حول الوضع في ليبيا يقدمها المبعوث الجديد إلى ليبيا “عبد الله باتيلي”، بعد عدد من اللقاءات والمشاورات مع مختلف الأطراف الداخلية في الأزمة الليبية.
وينتظر أن يعقد الاجتماع الفني الدولي لمناقشة الأزمة الليبية سيعقد في العاصمة البريطانية لندن، في الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر الجاري. ونقلت وكالة الأنباء الليبية تأكيدات حول حضور المبعوثين الخاصين لثلاثة دول غربية لهم حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ويتعلق الأمر بفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، إلى جانب إيطاليا وألمانيا، الدولتين الأوروبيتين الأكثر مشاركة في الملف الليبي، بالإضافة إلى مصر وتركيا.