تلقت الدبلوماسية الجزائرية في اليومين الأخيرين إشادة دولية بدورها في إحلال السلم والأمن. ويتزامن التنويه الدولي بالدور الدبلوماسي الجزائري والتحضير للقمة العربية.
هذا يمنحها حرية في التحرك من أجل حل عادل للقضايا العربية العالقة، وتسوية أزمات في القارة الأفريقية خاصة منطقة الساحل. وهو ما يزيد من فرص وحظوظ نجاح الدبلوماسية الجزائرية خلال القمة العربية.
تحوز الدبلوماسية الجزائرية رصيدا من النجاحات، وثبات المواقف إزاء القضايا المبدأ، وهذا مكنها من كسب احترام دولي، وثقة لدى مختلف الأطراف التي تطلب وساطتها، وحل ترحيب عندما تعرض هي وساطاتها.
إشادة دولية بالدبلوماسية الجزائرية
أبدت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية دعمها لمساعي الجزائر الدبلوماسية من اجل استتباب الأمن والسلم في منطقة الساحل والمنطقة العربية. من خلال الوساطات التي تقودها لحل القضايا العالقة.
ويأتي هذا التثمين قبيل انعقاد القمة العربية، المقررة يوم 1 نوفمبر 2022 في الجزائر. حيث تنشط الدبلوماسية الجزائرية بشكل مكثف من أجل إنجاح القمة. قمة ينتظر منها الكثير في وقت تشهد العديد من الدول العربية أزمات داخلية نتيجة التدخلات الأجنبية.
وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي بالدور الدبلوماسي الذي تؤديه الجزائر في محيطها العربي والأفريقي. وقال لدى تسلمه أوراق اعتماد السفير الجزائري الجديد في روسيا، إن ” روسيا تدعم الخط المتوازن الذي تنتهجه الجزائر في الشؤون الإقليمية والدولية”. وشدد على “مواصلة العمل لتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الصحراء والساحل”.
وفي اليوم نفسه ثمنت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى السفيرة باربرا ليف، دور الدبلوماسية الجزائرية. واعتبرت “الجزائر شريكا قويا للسلام والاستقرار في المنطقة وفي القارة”. خلال لقائها بوزير الخارجية رمطان لعمامرة على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
من جهته، نوّه رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تشابا كوروشي، بالدور الدبلوماسي للجزائر في نشر السلم والأمن في محيطها الإقليمي.
مكانة في عالم متغير
تنظر القوى الكبرى إلى الجزائر على أنها دولة محورية في منطقتها. لذلك تعمل تلك الأطراف على استدامة استقرار الجزائر على الأقل على الصعيد الأمني. على اعتبار أن الجزائر البلد الوحيد بين دول الساحل الذي يتمتع بوضع أمني مستقر.
وبناء على مبادئ سياستها الخارجية فإن الجزائر تحتفظ على علاقات سلمية وسليمة مع كل الدول. فهي تنبذ العنف والحرب، وتغلب دائما الحلول الدبلوماسية في أعقد القضايا.
خط السير المنتظم للدبلوماسية الجزائرية جعلها محل ثقة على الدوام. ويزيد من أهميتها كدولة محورية في المنطقة التغير الحاصل في العلاقات الدولية، الذي بدأ قبل نحو عشريتين واتضحت معالمه من خلال الحرب الروسية-الأوكرانية.
وتحافظ الجزائر على علاقات جيدة مع الخصوم الثلاث: روسيا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية والتحاد الأوروبي من جهة أخرى. وهذا ما يجعلها في منأى عن التجاذبات السياسية للدول المتنازعة. ويجعلهم يحافظون على علاقات جيدة معها، خاصة الجانب الأوروبي بما أن الجزائر تتوفر على احتياطات هامة من الطاقة، يرى فيها الغرب خلاصه من التبعية للغاز والنفط الروسيين ولو بشكل جزئي.
وترى روسيا في الجزائر حليفا استراتيجيا، حيث تعتبر الجزائر ثاني شريك اقتصادي لروسيا في أفريقيا. واول مستورد للسلاح الروسي على المستوى العالمي بقيمة فاقت 2 مليار دولار في 2020.
من جهة أخرى، يمكن أن نستشف محاولة الطرف الأمريكي استمالة الجزائر، وعدم السماح بأن تميل كل الميل إلى الجانب الروسي، من خلال ردود الفعل الأمريكية إزاء الزيارات الروسية رفيعة المستوى إلى الجزائر.
ففي شهر مارس 2022 زار رئيس الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، ديمتري شوغاييف الجزائر. وشارك في اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية حول التعاون العسكري والتقني.
وزار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين الجزائر أياما فقط بعد زيارة المسؤول الروسي، بعد زيارة تمهيدية قامت بها نائب وزير الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان.