جيوبوليتيكا

جريدة إلكترونية متخصصة في الشؤون الدولية والدبلوماسية والإستراتيجية
تصدر عن مؤسسة الشعب

الأحد 2 أبريل 2023
  • الرئيسية
  • ملفات
  • تحليلات
  • دبلوماتيكا
لاتوجد
عرض كل النتائج
جيوبوليتيكا
  • الرئيسية
  • ملفات
  • تحليلات
  • دبلوماتيكا
جيوبوليتيكا
لاتوجد
عرض كل النتائج

آفاق الحرب الأوكرانية

وليد عبدالحي - وليد عبدالحي
2022-09-19
في تحليلات, رئيسي
0
آفاق الحرب الأوكرانية
مشاركة على فيس بوكمشاركة على تويتر

من العسير فصل الدعاية والحرب النفسية عن العمل العسكري والدبلوماسي في الصراعات الدولية، ومراقبة تطورات الحرب الأوكرانية خلال الشهور الستة الماضية تؤكد ذلك بوضوح، ومتابعة الإعلام الروسي وبعض المساندين لروسيا في الإعلام العربي والدولي يركز على بعدين مركزيين هما حجم الخسائر في المعدات والأفراد في الجيش الأوكراني من ناحية، واضطراب الأسواق والاقتصاد الغربي من ناحية ثانية.

أما الإعلام الغربي ومعه قناة الجزيرة وبعض الإعلام الإسرائيلي والخليجي والتايواني فيركز على ثلاثة أبعاد هي: مركز بوتين في السلطة الروسية، حيث يتم التركيز على مرضه أو حركة الجسد أو تنامي المعارضة له مع محاولة زرع الفكرة بان الرجل قاب قوسين أو أدنى من السقوط أو الموت أحيانا، والبعد الثاني هو النفخ والمبالغة في أي مكسب يحققه الجيش الأوكراني على غرار ما جرى في الأيام الأخيرة في الشمال الشرقي الأوكراني، أما البعد الثالث فهو محاولة التخفيف من ثقل الأزمة الاقتصادية في الاقتصاد الرأسمالي الغربي وخلق الانطباع بأن الحل أصبح في متناول اليد.

إن التركيز الغربي على مستقبل بوتين السياسي واحتمالات سقوطه شكل سمة طاغية على الإعلام الغربي منذ أحداث المسرح (عام 2002) واحتجاز الرهائن في احد المدارس عام 2004، مرورا بإحياء فكرة السقوط خلال أحداث جورجيا 2008، ثم خلال الأزمة الاقتصادية العالمية في نفس العام، وانخفاض أسعار الطاقة إلى الحد الذي كلف الاقتصاد الروسي تراجعا بقيمة 8 % في معدلات النمو، وصولا إلى مظاهرات 2011 و2012 حول الفساد وفي أعقاب انتخاب زيلنسكي رئيسا لأوكرانيا 2019.

بالمقابل، فإن الإعلام الروسي يتعالى عن بعض انتكاسات قواتهم في بعض الأحيان، ولا يتعرض لخسائرهم إلا في النزر اليسير، ويحاول تعزيز صورة “النازي” في وصف السلوك الأوكراني، وتجنب أية إشارة لأية معارضة روسية للحرب أو حتى “بعض” التباين الروسي الصيني في الموضوع، كما اتضح في بعض مداولات مجلس الأمن الدولي وميل الصين للامتناع عن التصويت في بعض البنود..

ما سبق يستدعي غربلة كل هذه التقارير والتصريحات والبيانات.. ومحاولة تقديم صورة متوازنة بعيدة عن “التفكير بالرغبة”، ويمكن رصد عدد من الاتجاهات لكل طرف لتقييم الوضع بشكل عام:

أولا، روسيا:

يبدو أن الوضع الروسي طبقا للمعطيات المتوفرة هو على النحو التالي:

أ‌- يبدو أن الروس يراهنون على “أن الاحتفاظ بالمنطقة التي يسيطرون عليها حاليا هو أمر ممكن”، وتبلغ مساحة المنطقة حوالي 120 الف كم2، خسروا منها في الأيام القليلة الماضية حوالي 6.7% مما سيطر عليه الروس منذ نهاية فبراير من هذا العام،

ب‌- يبدو أن اغلب التحليلات الروسية تشير إلى أن الرهان الروسي هو على فصل الشتاء القادم، نظرا لازدياد الطلب على الطاقة في أوكرانيا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام من ناحية، ونظرا لتركيز الروس على تدمير أو ضرب كل المنشآت الأوكرانية ذات الصلة بالطاقة، مما يزيد الأمور تعقيدا في وجه القيادة الأوكرانية، ذلك يعني أن الروس سيواصلون القتال لكي لا تفوتهم فرصة تحقيق بعض الانجازات خلال الشتاء، ونظرا لمشكلة الطاقة في أوكرانيا، فان التقديرات المختلفة ترجح أن يضاف إلى الـ6.7 مليون لاجئ أوكراني منذ الحرب ما يعادل 2 مليون لاجئ أوكراني جديد قد تكون وجهة اغلبهم هي بولندا.

ت‌- من الواضح أن روسيا لن تتراجع عن موضوع فصل دونباس عن أوكرانيا، مع احتمال الإعلان عن استفتاء على الانضمام لروسيا، لكن روسيا لن تعمل على التوسع أكثر من منطقة دونباس (إلى جانب الاحتفاظ بالقرم).

ث‌- تحاول روسيا أن تعزز موقفها من خلال الاستغلال للمأزق الغربي، فمن ناحية لم يصل الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا نقطة التحول في المسار العام للمعركة، كما أن حجم البيوت والمنشآت الأوكرانية التي تم تدميرها لا تعوضه المساعدات الغربية في ظل الأعداد الكبيرة من الأوكرانيين الذين يعيشون في مراكز إيواء مؤقتة ويحتاجون العون الدائم، ناهيك عن أن الحرب تثقل الميزانية الأوكرانية بحوالي خمسة مليارات دولار شهريا، وهو أمر مرهق في ظل اقتصاد مشلول.

ج‌- الخلل الديموغرافي الأوكراني: تراجع عدد سكان أوكرانيا لعاملين هامين هما انخفاض نسب المواليد من ناحية، والزيادة في معدلات الهجرة منذ 1993 واشتدادها بعد الحرب، وهو ما أدى لتراجع عدد سكان أوكرانيا من 52 مليون عام 1993 إلى حوالي 42 مليون عام 2021، وهو مرشح لمزيد من التراجع بخاصة مع استمرار الحرب واشتداد أزمة الطاقة .

ح‌- المراهنة الروسية على تحولات الرأي العام الأوروبي: تشير استطلاعات الرأي الغربية إلى تباين واضح في مستويات التأييد لأوكرانيا بين مواطني أوروبا، فنجد مثلا أن أعلى تأييد لأوكرانيا هو في رومانيا وبولندا وايطاليا، تليها وبنسبة اقل كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، بينما يضعف التأييد بشكل واضح في فنلندا والسويد، وتراهن روسيا انه كلما طالت الحرب فإن التأييد الشعبي الأوروبي لأوكرانيا سيتراجع، ويرى حاليا 42% من الأوروبيين ان حكومات بلادهم مهتمة أكثر من اللازم بأوكرانيا.

ثانيا، الغرب وأوكرانيا:

يراهن الغربيون على :

أ‌- تزايد الخسائر البشرية بين القوات الروسية، وطبقا لعدد من المراجع فان معدل القتلى اليومي في القوات الروسية يصل إلى حوالي مائة قتيل يوميا، ناهيك عن الخسائر المادية بخاصة في المعدات العسكرية.

ب‌- إن تزايد المستوى التقني للأسلحة الغربية التي يتم تزويد أوكرانيا بها بدأ يساعد القوات الأوكرانية على ضرب المراكز الحساسة للقوات الروسية وبخاصة مواقع التمركز الهامة، وأصبح العمل الأوكراني يميل نحو شكل من أشكال الاستنزاف للقوات الروسية.

ت‌- يراقب الأوكرانيون تداعيات ما جرى في الأيام الأخيرة من خسارة روسيا لبعض المواقع، فإذا تم إجراء تغيير في القيادات العسكرية الروسية من مستوى وزير الدفاع أو بعض القيادات العليا، فان ذلك يعكس ان تقدير الروس للخسارة اكبر من الحجم الذي يحاول الإعلام الروسي غرسه في العقول.

ث‌- رغم الحصار الشديد والواسع على روسيا بخاصة في الجانب الاقتصادي، فان الرهان على تغيير القيادة الروسية لهذا السبب أمر لا يميل له الباحثون الأكثر موضوعية.

ثالثا: انعكاسات البيئة الدولية: كل تطور استراتيجي في البيئة الدولية سيترك أثرا على هذا الطرف أو ذاك، واهم ما يبدو في الفترات القادمة:

أ‌- احتمالات تصاعد الخلاف الأمريكي الصيني حول تايوان وبخاصة خلال الفترة بين شهري أكتوبر ونوفمبر من هذا العام، بعد أن يعلن الحزب الشيوعي الصيني إستراتيجيته للتعامل مع أزمة تايوان.

ب‌- استمرار الأزمة الاقتصادية وأزمة الطاقة واستمرار انهيار أسعار اليورو والاسترليني وتفاقم التضخم والأسعار والبطالة…الخ.

ت‌- تصاعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران في حالة فشل الوصول إلى اتفاق نووي، وهو ما قد يزيد سوق الطاقة والغذاء تأزما والاختناق الاقتصادي عسرا.

في ظل كل هذا، سيترتب على نتائج الحرب الأوكرانية انعكاسات على بنية النظام الدولي.. فمن سيقتنص فرصة التحول؟

وسوم : الحرب الأوكرانية
سابقة

غوتيريش: إمكانيات القارة الإفريقية هائلة على الرغم من الأزمات

موالية

أبو عيطة: “مجهودات ومبادرة الرئيس تبون أعادت القضية الفلسطينية إلى دائرة الاهتمام الدولي”

وليد عبدالحي

وليد عبدالحي

مشابهةمقالات

ضباب يكتنف الانتخابات الأمريكية في 2024
حدث

ضباب يكتنف الانتخابات الأمريكية في 2024

2023-04-01
”يوم الأرض”.. ذكرى لا تغيب عن وجدان الفلسطينيين
تحليلات

”يوم الأرض”.. ذكرى لا تغيب عن وجدان الفلسطينيين

2023-03-30
مخطط المخزن لهدم اتحاد المغرب العربي
رئيسي

مخطط المخزن لهدم اتحاد المغرب العربي

2023-03-26
إشتراك
الاتصال عبر
دخول
أسمح بإنشاء حساب
بموافقتك سيتم إنشاء حساب في موقعنا بناءا على معلوماتك الشخصية في حسابك الإجتماعي.
إلغاءموافق
نبّهني عن
guest
أسمح بإنشاء حساب
بموافقتك سيتم إنشاء حساب في موقعنا بناءا على معلوماتك الشخصية في حسابك الإجتماعي.
إلغاءموافق
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
جيوبوليتيكا

جيوبوليتيكا جريدة إلكترونية متخصصة في الشؤون الدولية والدبلوماسية والإستراتيجية تصدر عن مؤسسة الشعب.

© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.

تطوير واستضافة شركة رانوبيت

لاتوجد
عرض كل النتائج
  • الرئيسية
  • ملفات
  • تحليلات
  • دبلوماتيكا
wpDiscuz
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط .