أعلنت شركة غازبروم الروسية الثلاثاء الماضي توقيع اتفاق لبدء تحويل مدفوعات إمدادات الغاز الروسي إلى الصين إلى اليوان والروبل بدلا من الدولار الأمريكي.
تأتي هذه المحاولة للرد على العقوبات الغربية على روسيا منذ بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
ويعتبر الدولار الأمريكي العملة الرئيسية للتبادل التجاري حول العالم العالم بنسبة تتجاوز الـ 75٪.
وتسعى بكين وموسكو من خلال هذه الخطوة التقليل من هيمنة الدولار على المبادلات التجارية الثنائية بين البلدين بالرغم من أن هذه الخطوة قد تكون غير كافية لاسيما بالنسبة للصين، التي تمتلك احتياطات كبيرة من العملة الصعبة مقيمة بالدولار الأمريكي تصل الى 2000 مليار دولار وهو الاحتياطي الأكبر من العملة الصعبة في العالم.
خطوات مستقبلية
بالرغم من أن هذه الخطوة، التي اتخذتها بكين وموسكو قد يكون لها تأثير ولو بسيط على الدولار الأمريكي باعتباره العملة الاولى للتبادل التجاري في العالم. لكنها، حسب الخبراء، تبقى غير كافية، نظرا لسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على أحد أهم انظمة التحويل المالي في العالم نظام السويفت “جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك“، وأنشئ هذا النظام عام 1973 ومركز هذه الجمعية بلجيكا، ويربط نظام سويفت 11 ألف بنك ومؤسسة في أكثر من 200 دولة.
نظريا تعد هذه الجمعية (سويفت) مستقلة وذات ادارة جماعية من قبل البنوك المركزية لاسيما للدول الكبرى في أوروبا وأمريكا إلا أن واقع الممارسة أثبت أنها خاضعة بشكل كبير للإرادة الأمريكية حيث توظفها ضد خصومها السياسيين، لاسيما حينما حرمت ادارة ترامب سنة 2018 البنك المركزي الإيراني والعديد من البنوك الإيرانية من الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الجمعية بعد الخروج الأمريكي من الاتفاق النووي الايراني.
وتسعى بكين لإنهاء هيمنة هذه الجمعية بمشاريع اخرى مضادة غير معلنة تحديدا مشروع “اليوان الرقمي”، الذي بدأ العمل عليه منذ أكثر من سنة ويستخدم حاليا على نطاق محدود داخل الصين، ولا يستبعد في السنوات القادمة أن تطرح الصين اليوان الرقمي باعتباره بديلا للدولار في المعاملات التجارية العالمية لاسيما وأن نظام عمله يختلف عن نظام عمل العملات التقليدية حيث يعتمد على تكنولوجيا البلوكشين Blockchain، التي تتيح تحويل الأموال إلى أي منطقة في العالم في ظرف لا يتجاوز العشرة دقائق.