هو أقدم وأكبر وريث شرعي لبريطانيا، حمل اللقب سنة 1952، وبقي كذلك إلى وفاة الملكة إليزابيث الثانية ليلة الجمعة الماضي.
ولد ملك بريطانيا الجديد تشارلز فيليب آرثر جورج، في 14 نوفمبر 1948، في قصر باكنغهام. وهو الحفيد البكر للملكين جورج السادس والملكة إليزابيث.
تولى عرش المملكة المتحدة في هذه السن جاء في ظروف دولية وداخلية غير مريحة.
تحديات
يواجه الملك تشارلز الثالث تحديات جمة بسبب تحولات حدثت مؤخرا على الصعيد الدولي، أو تلك المتعلقة بالعائلة المالكة.
بالنسبة للتحديات العائلية تتمثل في الانقسام، الذي تعيشه منذ فترة على خلفية خروج الأمير هاري وزوجته ميغان وتخليهما عن المهام الملكية. واتهام أفراد من العائلة المالكة والموظفين بـ”العنصرية”.
إلى جانب تنحي أخيه الأصغر الأمير أندرو عن واجباته الملكية، إثر فضيحة أخلاقية اتهم بالتورط فيها، دفعت الملكة الراحلة لإبعاده عن المشهد العام. كل هذا سيململ قرار الملك بتقليص أفراد العائلة الملكية.
وعلى الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، تعيش بريطانيا على وقع غلاء المعيشة. خاصة بعد أزمة الطاقة التي تعصف بأوروبا، جراء الحرب الروسية الأوكرانية. وفرض عقوبات على روسيا، التي ردت بعقوبات مضادة باستخدام سلاح الغاز والنفط.
بوادر أزمة
تسببت العقوبات المضادة، باستخدام سلاح الغاز والنفط، في ارتفاع أسعار الوقود، منها أسعار النقل. وبالتالي انعكس ذلك على أسعار المواد الاستهلاكية. ناهيك عن الجفاف الذي ضرب أوروبا وتسبب في انحسار مستوى الأنهار، ما أدى على توقف الملاحة النهرية، والتي فاقمت بدورها غلاء المعيشة ومستويات التضخم.
بلغ معدل التضخم في بريطانيا 10 بالمائة. وهو الأعلى خلال 40 عاما. ويتوقع بنك إنجلترا أن يرتفع التضخم إلى حدود 13 بالمائة خلال أشهر.
وتشير أرقام أخرى إلى إمكانية أن يصل 15 بالمائة. خاصة مع تعهد ليز تراس بإلغاء الزيادات الضريبية وخفض الرسوم الأخرى في خطوة يقول بعض الاقتصاديين إنها ستغذي التضخم.
ويتوقع أن ترتفع معدل فاتورة العائلة المتوسطة بـ80 بالمائة بداية من الشهر المقبل، إلى 3800 جنيه إسترليني سنويا.
وفوق كل هذا وذاك تراجع ترتيب بريطانيا إلى المركز السادس في سلم أكبر اقتصادات العالم. إلى جانب تسجيل الجنيه الإسترليني تراجعا أمام الدولار الأمريكي للمرة الأولى منذ 37 عاما.
شتاء صعب..
يهدد العاملون في قطاع الصحة في بريطانيا بتنظيم إضرابات، في ظل عدم الرضا بما يتقاضونه من رواتب. إذ يشهد القطاع اضطرابات كثيرة زاد من حدتها وباء كورونا، حيث تشير أرقام رسمية إلى أن ثمن المصابين ينتظرون العلاج الذي إن تأخر يتسبب في عواقب قد تكون الموت.
والأصعب من ذلك هو شتاء بدأ يطل مبكرا حاملا معه المزيد من الإصابات بأنفلونزا الموسمية التي تضاف إلى وباء كورونا المنتشر. إذ سجلت بريطانيا أكثر من 32 ألف حالة قبل يومين من الآن. ليبلغ إجمالي عدد الإصابات 23.6 مليون حالة منها 206 ألف حالة وفاة.