جددت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الخميس، مطالبتها للمجتمع الدولي، والإدارة الأمريكية، بترجمة المواقف الرافضة للاستيطان إلى إجراءات وخطوات عملية تجبر الكيان الصهيوني على وقف الاستيطان فورا.
وعبرت الوزارة، في بيان، عن إدانتها لمصادقة سلطات الاحتلال على مخطط استيطاني لإقامة مستعمرة جديدة على أراضي المواطنين الفلسطينيين في بلدة ديراستيا، وسط الضفة الغربية المحتلة، وإقدام قوات الاحتلال على وضع مكعبات اسمنتية على المدخل الرئيس لـمسافر يطا قرب قرية التواني جنوب الخليل لإحكام السيطرة على المنطقة وإغلاقها تمهيدا للاستيلاء عليها والتحكم في الحركة منها وإليها، وكذلك رفض سلطات الاحتلال إخلاء البؤرة الاستيطانية حومش المقامة على أراضي بلدتي برقة وسيلة الظهر شمالي الضفة الغربية.
وقالت الوزارة إن المصادقة على بناء مستوطنة جديدة في محافظة سلفيت يندرج في إطار مخطط استعماري توسعي عنصري يهدف إلى تحويل جميع المستعمرات المقامة على أراضي محافظتي سلفيت وقلقيلية إلى تجمع استيطاني واحد وضخم يرتبط بتجمع استيطاني ضخم آخر في جنوب محافظة نابلس ويمتد إلى عمق الأراضي الفلسطينية في محافظة رام الله من جهة الشمال، وصولا إلى الأغوار الفلسطينية، ويرتبط بالعمق الصهيوني، بما يعنيه ذلك من شبكة طرق وأنفاق واسعة، والاستيلاء على آلاف الدونمات الفلسطينية، وتقطيع أوصال الضفة الغربية المحتلة وتحويل المناطق الفلسطينية إلى مجرد جزر محاصرة، معزولة، مخنوقة بالاستيطان والحواجز والأبراج العسكرية.
وأكد البيان أن التوسع الاستيطاني المتواصل يؤدي إلى إغلاق الباب نهائيا أمام أية فرصة لإحياء عملية السلام على أساس حل الدولتين، وتقويض أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، المتصلة جغرافيا، ذات السيادة، بعاصمتها القدس الشرقية.
وحملت الخارجية الفلسطينية، في بيانها، المجتمع الدولي المسؤولية عن نتائج صمته على جرائم الاستيطان المتواصلة، وتخليه عن مسؤولياته في إجبار دولة الاحتلال على الانصياع للقانون الدولي واتفاقيات جنيف والاتفاقيات الموقعة.
استشهاد طفلة والحصيلة ترتفع في غزة
واستشهدت، اليوم الخميس، طفلة فلسطينية من محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، متأثرة بإصابتها خلال العدوان الصهيوني الأخير على القطاع، وفق ما افادت به وكالة الانباء الفلسطينية (وفا).
ونقلت وكالة (وفا) عن مستشفى المقاصد في القدس، بأن الطفلة ليان الشاعر (10 سنوات) وصلت الى المستشفى، يوم الثلاثاء الماضي في حالة موت سريري.
وباستشهاد ليان الشاعر يرتفع عدد شهداء العدوان الصهيوني الاخير على القطاع، والذي استمر لثلاثة أيام، إلى 48 شهيدا منهم عدد من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 360 مصابا بجروح متفاوتة.
إجانة قرار هدم مدرسة
ونددت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية قرار سلطات الاحتلال الصهيوني هدم مدرسة تجمع عين سامية البدوي قرب بلدة كفر مالك شرق رام الله، واعتبرته امتدادا لحرب الاحتلال على الوجود الفلسطيني في تلك المناطق وغيرها من المناطق المصنفة (ج) بهدف إلغائه تمهيدا للسيطرة على الأرض وتخصيصها لصالح الاستيطان.
واعتبرت الوزارة في بيان اليوم الخميس، قرار الهدم امتدادا لحرب الاحتلال التجهيلية واستهدافه للمؤسسات التعليمية الفلسطينية خاصة في القدس الشرقية المحتلة كجزء لا يتجزأ من عمليات هدم واسعة النطاق للمنازل والمنشآت الفلسطينية التجارية والاقتصادية كما حصل بالأمس في أريحا وبلدة حوسان غرب بيت لحم وفي القدس المحتلة.
ونددت الوزارة بشدة اعتداءات وانتهاكات عصابات المستوطنين وعناصرهم الإرهابية المنظمة ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم كما حصل مؤخراً في مسافر يطا وفي اقتحامهم بشكل جماعي للحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل.
وأوضحت الوزارة أن انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال والمستوطنين التي تتكرر يوميا تعكس سياسة صهيونية رسمية تسابق الزمن في تنفيذ عمليات الضم التدريجي الزاحف للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية والتعامل معها كعمق استراتيجي لتعميق وتوسيع الاستيطان على حساب أرض دولة فلسطين، بما يعني أن الكيان الصهيوني بشكل يومي يشد الحبال على رقبة الحلول السياسية للصراع وأية فرصة لإحياء عملية السلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين، ويمارس أبشع أشكال التخريب المتعمد لأية جهود دولية وإقليمية مبذولة لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع أولبناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والكيان الصهيوني.
وحملت الخارجية، الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجرائم وتداعياتها الخطيرة على ساحة الصراع باعتبارها دعوة صهيونية رسمية وصريحة للعنف.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين ، إنها ستتابع القرار الاستعماري العنصري بهدم مدرسة عين سامية وغيرها من الجرائم بالتنسيق مع الشركاء على المستويات كافة داعية المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه تلك الجرائم.
وحثت الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة وفي مقدمتها اليونسكو تحمل مسؤولياتها في توفير الحماية للمؤسسات التعليمية الفلسطينية.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بكسر نمطية ردود الفعل الدولية المتدنية والبائسة تجاه جرائم الكيان الصهيوني كقوة احتلال والبدء بتحرك دولي جاد واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لوقف تغول الاحتلال على الشعب الفلسطيني ومقدراته وحقوقه وممارسة الضغط اللازم على حكومة الكيان الصهيوني لإجبارها على الانخراط في عملية سياسية حقيقية تفضي بإنهاء احتلاله باعتباره الجذر الأساس لجميع التوترات والمشاكل التي تشهدها ساحة الصراع والمنطقة برمتها.
إطلاق النار على مراكب صيادين
وأطلقت بحرية الاحتلال الصهيوني، اليوم الخميس، نيران رشاشاتها تجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في بحر شمال قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، أن زوارق الاحتلال الحربية المتمركزة في عرض بحر القطاع ، “فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على بعد أربعة أميال بحرية تجاه مراكب الصيادين، ولاحقتهم في بحر شمال غرب غزة ، وأجبرتهم على مغادرته”.
وتلاحق زوارق الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي الصيادين في بحر غزة، وتحرمهم من الحصول على لقمة عيشهم بسلام .
وفي السياق ذاته، قام جنود الاحتلال المتواجدين في المواقع العسكرية المنتشرة على طول السلك الفاصل، بإطلاق النار بشكل مباشر صوب المزارعين وأراضيهم في بلدة” الفخاري” في محافظة “خان يونس”، جنوبي غزة.
وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال تتعمد فتح نيران أسلحتها بشكل شبه يومي على الأراضي والمنازل القريبة من السلك الفاصل شرق القطاع.
الى ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين اليوم، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الصهيوني.
وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة” باب المغاربة”، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
ويتعرض المسجد الأقصى المبارك لاقتحامات المستوطنين يوميا على فترتين صباحية ومسائية، باستثناء يومي الجمعة والسبت، وتزداد كثافة تلك الاقتحامات في الأعياد والمناسبات اليهودية، في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني في الأقصى.