قال الأستاذ والخبير في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية الإستراتيجية عبد القادر إسلام سليماني، إن القمة العربية التي ستقعد بالجزائر في الفاتح نوفمبر المقبل، ستكون بوابة للملمة الصف العربي وعودة الجزائر إلى المشهد الإقليمي والدولي.
حوار: سارة بوسنة
أفاد الأستاذ سليماني، في حوار خص به “الشعب”، أن الجزائر والعرب أمام موعد سياسي مصيري في الفاتح نوفمبر القادم، يعول عليه في بلورة أفق جديدة وواعدة للعمل العربي المشترك، بما يمكن الدول العربية من فرض وجهات نظرها على الأحداث الإقليمية والدولية.
الشعب: تستعد الجزائر لاحتضان القمة العربية في الفاتح نوفمبر المقبل، ما هي رمزية الإجماع على تنظيم حدث مماثل في هذا التاريخ بالنسبة للجزائر والدول العربية؟
عبد القادر إسلام سليماني: اختيار الجزائر لتاريخ الفاتح نوفمبر لانعقاد القمة العربية لم يكن اعتباطيا، فهو تاريخ ثوري بالنسبة للجزائريين وتاريخ أجمعت فيه كل الدول العربية على احتضان الثورة الجزائرية المظفرة، ما يعكس تمسكها بقيم النضال العربي المشترك في سبيل التحرر.
ولابد أن أنوه في هذا الخصوص بترجمة تبني الدول العربية لمقترح الجزائر بشأن عقد القمة في هذا التاريخ، تمسك الدول العربية بالقيم والمبادئ المشتركة، ورغبتهم في بعث العمل العربي المشترك للدفاع عن مصالحهم.
الجزائر اختارت لمّ الشمل أو المصالحة العربية الشاملة كعنوان بارز للقمة، ما دلالة هذا الشعار؟
الجزائر كانت قد أكدت في وقت سابق، أن الغاية من عقد القمة القادمة، تحقيق المزيد من التقارب بين الأشقاء العرب وتحقيق الوحدة العربية التي تنشدها الشعوب وتأمين عمل عربي موحد وفعال يستجيب للتحديات التي تفرضها التغيرات الحالية على الساحتين الإقليمية والدولية.
سياسة الجزائر القائمة على احترام السيادة الوطنية للدول وعدم التدخل في شؤون الغير وابتعادها عن إثارة الفتن والنزاعات بين الدول، ستمكنها، من وجهة نظري، من تجسيد شعار لمّ الشمل خلال قمة نوفمبر القادم.
هناك حديث على أن نجاح القمة، يمثل أهمية خاصة بالنسبة للجزائر. ألا تعتقد أن “النجاح” مسؤولية وغاية تقع على كافة الدول العربية كذلك؟
تراهن الجزائر على ثقلها الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي، وعلى علاقاتها القوية مع مختلف القوى الدولية من أجل إنجاح القمة التي هي ـ من وجهة نظري ـ انطلاقة جديدة للتعاون العربي، لاسيما مع بروز مستجدات ومتغيرات فرضها الوضع الدولي الراهن وجب على المجتمع العربي استغلالها والاستثمار فيها للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية. التقلبات والتغيرات التي يشهدها العالم في الوقت الحالي، تفرض على العرب بذل المزيد من الجهود لحماية مصالح بلادهم واحتلال المكانة التي تسمح لهم بالمساهمة في تكريس عالم يسوده السلم والأمن والاستقرار والتنمية.
لم يضبط بعد جدول أعمال القمة والمشاورات جارية بشأنه، ما هي أهم القضايا التي ستطرح على القادة العرب، برأيكم؟
برنامج أعمال القمة سيحدد بطبيعة الحال من خلال التشاور بين الأعضاء المشاركين في القمة وفي اجتماعات وزارية هامشية مسبقة وهذا من أجل إعطاء صبغة قوية لبعض الملفات المهمة. فمن المتوقع أن يستحوذ ملف القضية الفلسطينية على مباحثات القمة، إضافة الى ملف الصحراء الغربية والحرب في اليمن، ومسألة عودة دولة سوريا إلى الحضن العربي كعضو فعال في جامعة الدول العربية، وكذا الوضع في لبنان.
وبرأيي ستركز القمة على محورين؛ الأمني لاسيما وان المنطقة تعيش على وقع تحديات أمنية خطيرة بسبب الحروب الإقليمية، وما نتج عنها من تهديد للأمن الغذائي والطاقوي.
كما سيكون موعد الجزائر لإطلاق مشروع إعادة بعث حركة عدم الانحياز، في إطار الموقف العربي المشترك المبني على مبادئ عدم الانحياز والرغبة الجادة في المساهمة في الجهود الدولية الرامية إلى بسط الأمن والسلم العالميين.