كد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن المحادثات التي جمعته اليوم الاثنين مع رئيس مجلس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، تجسد قوة ومتانة العلاقات بين البلدين اللذين يجمعهما “تطابق كبير في الرؤى” حول الملفات الكبرى، على غرار ليبيا ومالي ومنطقة الساحل.
قال رئيس الجمهورية، خلال تصريح صحفي مشترك رفقة السيد دراغي، عقب التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي بين البلدين، أن المحادثات مع رئيس مجلس الوزراء الإيطالي كانت “مكثفة وتجسد حقيقية قوة ومتانة العلاقات التي تجمع بلدينا”.
كما أبانت هذه المحادثات -يضيف الرئيس تبون- عن “تطابق كبير في الرؤى حول القضايا الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة على مستوى منطقة المغرب العربي”.
وأضاف قائلا: “سجلنا تطابقا كليا بشأن الملفات الكبرى والوضع السائد في ليبيا ومالي ومنطقة الساحل”، و”اتفقنا على دعم مجهودات المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية وبعثة المينورسو لتسوية النزاع”.
توقيع اتفاقيات هامة
وقال الرئيس تبون، إنه تطرق مع رئيس مجلس الوزراء الايطالي ماريو دراغي، إلى ملفات وقضايا إقليمية عديدة تتطابق فيها وجهة نظر البلدين، وعبر عن ارتياحي لتوقيع اتفاقيات هامة في مجالات كثيرة.
في ندوة صحفية مشتركة، هذا الاثنين بالجزائر العاصمة، قال الرئيس تبون إنه تم التأكيد على أهمية العمل المشترك للمساهمة بشكل ايجابي في إحلال الأمن والسلم في منطقتنا ”في خضم الوضع الراهن المضطرب وتداعيات هذا الوضع على الأمن والاستقرار إقليميا ودوليا، وتهديده الصريح على السياق العالمي، وبالأخص المغرب العربي”.
وأضاف رئيس الجمهورية:”سجلنا تطابقا في الملفات الإقليمية، منها قضية ليبيا التي جددنا إزاءها ضرورة تحقيق هدف بناء المؤسسات من قبل الليبيين أنفسهم من خلال اختيار ممثليهم بعيدا عن التدخلات..”
وبشأن الوضع السائد في مالي ومنطقة الساحل، تابع الرئيس تبون:” ركزنا على أهمية التعاون من أجل تطبيق اتفاق السلم والمصالحة المنبثق من مسار الجزائر، وتعزيز دور البعثة الأممية من أجل التوصل إلى تسوية نهائية للتوتر الحاصل في المنطقة.”
وبخصوص قضية الصحراء الغربية، أبرز رئيس الجمهورية اتفاق الجزائر وايطاليا على دعم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وكذا البعثة الأممية للاستفتاء في الصحراء الغربية “المينورسو” لدورها المهم – يضيف- في تسوية النزاع، الذي طال أمده.
وأضاف الرئيس تبون:” وعلى العموم، أعرب عن ارتياحي للحصيلة الايجابية، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الهامة في مجالات عديدة، والتوقيع على إعلان مشترك: “سيؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الفعال ويرسم خارطة للعلاقات بين بلدينا الحريصين على تعزير روابطهما التاريخية العريقة، وبالطبع تحدثنا عن أمور اقتصادية تهم البلدين.”
شراكة بـ 4 مليار دولار
وأوضح الرئيس تبون، في هذه الندوة الصحفية المشتركة أنه “سيتم غدا، التوقيع على اتفاق هام مع شركات أوكسيدونتال، و إيني، وتوتال، بقيمة 4 مليارات دولار، والذي سيسمح بتزويد إيطاليا بكميات كبيرة جدا من الغاز الطبيعي”.
وأكد الرئيس تبون ما تم اقتراحه في مجال الكهرباء قائلا : “أجدد لصديقي الرئيس دراغي ما اقترحناه في إيطاليا بأن نكون من المزودين لأوروبا بالطاقة الكهربائية الشمسية والتقليدية”.
القمة الـ 4 بين الجزائر وايطاليا
انعقدت القمة الرابعة بين الحكومتين الجزائرية والإيطالية، اليوم الاثنين بمقر رئاسة الجمهورية، ترأس أشغالها مناصفة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ورئيس مجلس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي.
وقد جرت بمناسبة هذه الزيارة محادثات ثنائية بين وفدي البلدين تخص قطاعات عديدة، جمعت وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجو ووزير العدل حافظ الأختام، عبد الرشيد طبي، وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، وزير الأشغال العمومية، كمال ناصري، بالإضافة إلى رئيس الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته، طارق كور، مع نظرائهم الإيطاليين.
وتوجت هذه الاتفاقيات والمذكرات بتوقيع البيان الختامي للقمة الرابعة بين حكومتي البلدين من طرف الرئيس تبون و رئيس مجلس الوزراء الايطالي اللذين ترأسا أشغال هذه القمة.
يذكر أن رئيس مجلس الوزراء الإيطالي، في زيارة عمل إلى الجزائر.