قالت وزارة الخارجية السودانية، إن الجيش “لن ينخرط” في أي مفاوضات لتشكيل حكومة كفاءات واختيار رئيس وزراء مستقل.
قدم وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق أمس توضيحا خلال لقائه بمقر وزارة الخارجية مع السفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المعتمدة لدى السودان بشأن القرارات الأخيرة لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وقال الصادق، وفقا لبيان صادر عن إعلام وزارة الخارجية، إن “قرارات البرهان أوضحت بجلاء عزم الجيش الانسحاب من العمل السياسي”.
وأضاف أن “الجيش لن ينخرط في أي عملية تفاوضية بشأن اختيار رئيس الوزراء المدني أو تكوين حكومة كفاءات مدنية”.
وتابع قائلا إن “العملية السياسية ستكون مدنية خالصة وفقا للصيغة التي كانت تطالب بها القوى السياسية”.
وأعلن البرهان الإثنين عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في أي مفاوضات بشأن الأزمة السياسية في البلاد لإفساح المجال للحوار بين المدنيين لتشكيل حكومة كفاءات مستقلة.
الآلية الثلاثية تعلن إلغاء الحوار السياسي
وأعلنت الآلية الثلاثية للحوار في السوداني المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد” يوم الأربعاء، إلغاء الحوار السياسي في البلادي الذي انطلق في الثامن جوان الماضي برعايتها، وذلك بعد إعلان المكون العسكري الخروج من الحوار.
واعتبرت الآلية، في بيان لهاي أنه من دون مشاركة الجيش –وهو عنصر أساسي في الاجتماعات – لن يكون هناك حوار عسكري مدنيي ولن تكون هنالك أية جدوى لمواصلة المحادثات على شكلها الحالي.. مشددة على ضرورة التوصل إلى حلول سلمية للأزمة السودانية.
وأوضح البيان أن الآلية الثلاثية كانت تعتزم أن تكون الخطوة التالية استضافة اجتماع عام من جميع جهات التنسيق التقنية للأحزاب السياسية والمكونات الرئيسة من أجل مراجعة الصيغة النهائية لمسودة القواعد الإجرائية للحوار المباشر، إلا أنها تلقت إشعارا في الثاني من الشهر الجاري من اللجنة العسكرية بأنها قررت عدم مواصلة الحوار مع المكونات المدنية في الوقت الحالي.
وأكدت الآلية الثلاثية أنها ستواصل في هذه المرحلة الانخراط مع جميع المكونات التي شاركت في اجتماع 8 يونيو، إضافة إلى جميع أصحاب المصلحة الآخرين من أجل تقييم أفضل السبل للمضي قدما لتسهيل التوصل إلى حل سياسي للأزمة الراهنة في السودان.
ويشهد السودان أزمة سياسية منذ أن أعلن قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان إجراءات في 25 أكتوبر الماضي تضمنت إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء.
وتنظم مجموعات معارضة تظاهرات بالخرطوم ومدن أخرى تنديدا بما تسميه “انقلابا” يقوض الفترة الانتقالية في السودان.
وتتولى آلية ثلاثية أممية إفريقية مهمة تيسير محادثات بين الأطراف السودانية لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة.
ويعيش السودان، منذ 21 أوت 2019، فترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات في يوليو2023، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاقا لإحلال السلام في 3 أكتوبر 2020.