تحل على الجزائر الذكرى الستون لاسترجاع السيادة الوطنية. ذكرى جاءت في ظروف دولية مغايرة. نيران حرب تستعر جنوبا وشرقا. ومطبع استطاع وضع الجار الغربي في محفظته.
على الصعيد الدولي، انقسام عالمي حول مجريات النزاع الغربي-الروسي على حلبة أوكرانيا. نزاع تقف الجزائر فيه على مسافة واحدة من الأطراف المتنازعة. وهذا ما تمليه عليها سياستها الخارجية المبنية على عدم الانخراط في أي عمل عدائي ضد دولة الغير. وتغليب الحل السلمي. وكان هذا نهجها أيضا خلال الثنائية القطبية عندما كانت أبرز أعضاء حركة عدم الانحياز.
وقد تعرضت الجزائر في خضم هذه الأوضاع، إلى العديد من الضغوط، سواء من أجل توريط جيشها في حرب بالوكالة في منطقة الساحل. أو اتخاذ موقف لصالح هذا الطرف أو ذاك في الحرب الروسية الأوكرانية. وذلك ما نستنتجه من زيارات الوفود الغربية على رأسها مسؤولون من حلف الناتو.
وفي ظروف تقرع طبول الحرب. ولردع من تسول له نفسه المساس باستقلال الجزائر، استعرضت الجزائر في ستينية الاستقلال ترسانة عسكرية يحسب لها ألف حساب. ترهب العدو وتجعله يعيد حساباته.
قراءة بسيطة في هذا الاستعراض العسكري تعيد إلى الأذهان مناورات الأسد الافريقي”، قبل اسبوع فقط من الان، شارك فيها المغرب رفقة المحتل الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية.
صحيح أن الجزائر تريد السلم. وقد فضلت الحلول السلمية في قضيتي ليبيا ومالي ولو على حساب تهديد أمنها الوطني. لكن مقولة الجنرال الروماني Vegetius ” ان أردت السلم فاستعد للحرب” لن تغيب عن الجزائر في هكذا وضع..