المناورات الروسية البيلاروسية على حدود أوكرانيا تشارف على نهايتها، موازاة مع اختتام أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، واجتماع لبايدن بشأن الأزمة.
أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت استعداد بلاده للحوار والدفاع عن نفسها، واصفا اتهامات موسكو لكييف بإسقاط قذائف على مناطق روسية بـ”الاتهام السخيف الذي لا أساس له”.
وقال زيلينسكي، في كلمة ألقاها بمؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا، إن القوات الأوكرانية ستحمي بلاده مهما كان حجم القوات المهاجمة، وسواء تلقت دعما دوليا أولا.
وأكد أن بلاده مستعدة للبحث عن مفتاح تسوية الصراع وفقا لأي طريقة ممكنة، قائلا إن شبه جزيرة القرم – التي ضمتها روسيا عام 2014 – والمناطق المحتلة في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا) يجب أن تعود بالطرق السلمية.
وأوضح الرئيس الأوكراني في هذا الإطار، أنه عرض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اختيار طريقة الحوار التي يرغب فيها والشركاء الذين يريدهم ضمن هذا الحوار، وقال إن كييف “مستعدة للمحادثات في أي مكان ومع أي طرف”.
وشدد زيلينسكي على أن دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” يجب أن تكون صادقة في إذا ما كانت تريد انضمام أوكرانيا إلى الحلف أم لا، داعيا دول أوروبا إلى وقف “سياسة الاسترضاء” إزاء روسيا.
وحث الغرب على أن يفرض من الآن العقوبات التي يلوح بها ضد موسكو، معتبرا أنه لن يكون لها جدوى إذا حدث الاجتياح.
ويأتي ذلك فيما هيمنت الأزمة الروسية – الأوكرانية على أعمال اليوم الثاني من مؤتمر ميونخ للأمن، في دورته الـ58، والتي تزامن انعقادها مع إعلان الجيش الأوكراني مقتل اثنين من جنوده في قصف اتهم الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا بالمسؤولية عنه، وإعلان روسيا من جهتها سقوط قذيفة أطلقت من أوكرانيا في مقاطعة روستوف الروسية الحدودية.
دعوة لوقف “تضخيم التهديد بالحرب”
دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، السبت، جميع الأطراف لتحمل مسؤولياتها وبذل الجهود تجاه تحقيق السلام في القضية الأوكرانية، بدلا من “تصعيد التوترات وخلق الذعر وحتى تضخيم التهديد بالحرب”.
وأدلى وانغ بهذه التصريحات خلال إجابته على أسئلة بشأن التوسع نحو الشرق لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، والأمن الأوروبي، والوضع في أوكرانيا، في مؤتمر ميونيخ للأمن الـ58، عبر تقنية الفيديو.
وقال وانغ “حان وقت العودة إلى النقطة الأصلية لاتفاقية مينسك-2 في أقرب وقت، نظرا لأن هذا الاتفاق ملزم وتم التوصل إليه من خلال المفاوضات بين جميع الأطراف المعنية، وصدق عليه مجلس الأمن”، مشددا على أنه “السبيل الوحيدة لحل القضية الأوكرانية”.
ودعا جميع الأطراف المعنية إلى الجلوس معا والمناقشة الكاملة ووضع خارطة طريق وجدول زمني لتطبيق الاتفاق.
وأضاف أنه ينبغي على أوكرانيا أن تكون “جسرا للاتصال بين الشرق والغرب، بدلا من أن تكون خط المواجهة الأمامي بين القوى الرئيسية”.
وفي ما يخص توسع “الناتو”، ذكر وانغ أنه “يتعين على الأصدقاء الأوروبيين التفكير بجدية فيما إذا كان التوسع المستمر للناتو نحو الشرق سيفضي إلى تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في أوروبا والحفاظ عليهما”.
كوبا تعارض “توسع” الناتو
وانتقدت كوبا بشدة في خضم الازمة الاوكرانية “الهيستيريا الدعائية” لواشنطن ضد روسيا و”توسع” حلف شمال الاطلسي (الناتو) الى غاية الحدود الروسية وذلك بمناسبة زيارة رسمية لنائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف الى هافانا .
وصرح وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز على تويتر “نرفض بقوة الهيستيريا الدعائية والاعلامية التي تطلقها حكومة الولايات المتحدة ضد روسيا ونعارض بشدة توسع الناتو الى حدود هذا البلد الصديق “.
اجتماع بايدن
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعقد اليوم الأحد اجتماعا لمجلس الأمن القومي لمناقشة الوضع في أوكرانيا، مشيرا إلى أنه اطّلع على فحوى محادثات نائبته كامالا هاريس مع حلفاء الولايات المتحدة في مؤتمر ميونخ للأمن.
وقال البيت الأبيض -في بيان- إن فريق الأمن القومي جدد التأكيد أن روسيا يمكن أن تشن هجوما على أوكرانيا “في أي وقت”، وأضاف أن الرئيس جو بايدن يواصل متابعة تطورات الوضع في أوكرانيا ويتلقى بانتظام إحاطات من قبل فريقه للأمن القومي.
مناورات
وأجرت روسيا مناورات لقوات الصواريخ النووية الإستراتيجية، وقد تابعها الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو من موسكو.
وشملت المناورات إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات، ومحاكاة لهجوم نووي، وتدريبات عسكرية واسعة مع بيلاروسيا.
وتختتم هذه المناورات، الروسية البيلاروسية المشتركة “عزيمة الاتحاد 2022″، اليوم الأحد، وكانت انطلقت قبل 10 أيام.