لم يكن للاتحاد الأفريقي أن يبقى خارج التغيرات التي طرأت على البيئة الدولية منذ أكثر من عشرية.
بعد تهميش هذا الاتحاد في قضايا تتعلق بالقارة- صلب اختصاصه- بدءا من الأزمة الليبية ووصولا إلى التدخلات الأجنبية تحت مسمى “مكافحة الإرهاب”، استيقظ على ضرورة تولي زمام أموره بنفسه في قضاياه الخاصة.
السلم والأمن
من أهم القضايا المطروحة في القارة الأفريقية هي السلم والأمن. خاصة بعد نتائج ما اصطلح عليه إعلاميا “الربيع العربي”، وعدم الاستقرار الذي تعيشه الدول التي مرت به. إلى جانب الانقلابات العسكرية التي تسارعت وتيرتها، خاصة في المستعمرات الفرنسية السابقة.
ناهيك عن التدخل الأجنبي في القارة تحت شعار ظاهره مكافحة الإرهاب وباطنه نهب ثروات الشعوب وحرمانها من التنمية.
في هذا السياق، تحدث رئيس السنيغال رئيس الاتحاد الأفريقي الجديد ماكي سال، عن أمور مستعجلة “تفرض نفسها على أجندتنا لأنها تتعلق بمصير شعوبنا ومستقبل بلداننا وهي السلم والامن والاستقرار ومكافحة الارهاب وتصاعد الانقلابات العسكرية في القارة”.
رفض الانقلابات
استهجن رئيس الاتحاد الأفريقي، في كلمة اختتام اشغال القمة الـ35، اللجوء لحمل السلاح لتنحية رؤساء عن كراسي الحكم. وأوضح أن الجيش ليس لديه أي سبب “لحمل السلاح لإقالة رؤساء الدول ، فهذا أمر مستهجن تماما”.
وطالب الاتحاد الأفريقي بوضع نصوص صارمة أكثر فيما تعلق بـ” التغييرات غير الدستورية للحكم” ومعاقبة مرتكبي الانقلابات على الفور وعلى جميع المستويات ، وفرض حظر على الحدود، وعلى المجال الجوي والتجارة وغيرها “.
ودعا القوات العسكرية الموجودة في هذه الدول إلى “التباحث مع المنظمات، خاصة الاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، لتجنيب الشعوب المعاناة الناجمة عن العقوبات المفروضة عليهم.
التنمية
تتقاطع أهداف التنمية للقارة الأفريقية في إطار أجندة 2063، مع الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة بدءا من وقف انتشار الأمراض الفتاكة إلى منع نشوب الحروب والنزاعات. وتربط اهداف الأجندة بين عنصرين لا يمكن الفصل بينهما إحلال السلم والتنمية.
وقال ماكي سال إن هذه المسائل المستعجلة تستدعي “التحلي بوعي فردي وجماعي من أجل احلال السلام في القارة في أسرع وقت ممكن للتركيز بشكل أفضل على بناء بلداننا”. وأضاف أن استكمال اجندة 2063 يتطلب تكريس الجهود والذكاء الأفريقي فيما “يجمعنا ويجعلنا نتقدم على طريق التطور”.