تشارك الجزائر في القمة الخامسة والثلاثين للاتحاد الأفريقي التي انطلقت اليوم في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا. وتناقش القمة العديد من القضايا الأفريقية، التي كان للجزائر بصمة في محاولة حلها أو على الأقل إيجاد الأرضية المشتركة لتقريب وجهات النظر.
على رأس هذه القضايا أزمة سد النهضة، بين مصر والسودان من جهة وأثيوبيا من جهة أخرى. وتعتبر الجزائر وسيطا مطلوبا وموثوقا لكل الأطراف المعنية بالأزمة.
وساطة
طلبت أثيوبيا ومصر والسودان وساطة الجزائر لتقريب وجهات النظر حول ملف سد النهضة، وتبليغ مواقف كل منها للطرف الآخر، لإيجاد أرضية حوار مشتركة تحول دون وقوع نزاع مسلح، خاصة وأن مصر تعتبر ملف ماء النيل قضية أمن قومي.
وعليه وقعت اتفاقا عسكريا مع السودان التي تقاسمها الموقف نفسه في أفريل 2021.
ولمنع وقوع المحظور، بقيت الجزائر في اتصال دائم مع الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ومع الأطراف الأخرى المعنية بوساطات حول هذا الموضوع. وحثت الأطراف على ضرورة اتخاذ قناة الحوار سبيلا لحل الأزمة.
فلسطين وطرد الكيان من إفريقيا
تشارك فلسطين ممثلة في رئيس وزرائها، محمد اشتية، في قمة الاتحاد الأفريقي. وطالبت بسحب صفة المراقب من الكيان الإسرائيلي في الاتحاد الأفريقي، وهو مطلب سعت الجزائر حثيثا لتحقيق رفقة دول أفريقية وعربية.
ولاقت القضية الفلسطينية مؤخرا تعاطفا دوليا، ليس فقط على مستوى الشعوب لكن على مستوى المنظمات الدولية. وصدرت قرارات دولية مؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني حول سيادته على موارده وأخرى تفضح عدوان المحتل الإسرائيلي.
في ديسمبر 2021 صوتت 156 دول في الجمعية العامة للأمم المتحدة على حق الشعب الفلسطيني في بسط سيادته على موارده الطبيعية التي يستغلها الكيان غصبا.
وأكد تقرير لمنظمة العفو الدولية صدر مطلع فيفري أن ما يمارسه الكيان الإسرائيلي يعتبر نظام فصل عنصري وجرائم ضد الإنسانية ترقى إلى جريمة الفصل العنصري ضد الإنسانية.
وقبل هذا وقع نحو ثلاثة آلاف أمريكي على عريضة تطالب وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينيكن بالتدخل لوقف التطهير العرقي ضد الفلسطينيين في النقب.
وتشهر الجزائر موقفها الداعم للقضية الفلسطينية في كل محفل دولي ومحلي وعالمي، وتؤكد على حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس. وتعمل على لم الشمل الفلسطيني وتوحيد صفوفه، من خلال استضافة العديد من اللقاءات بين الفرقاء الفلسطينيين.
ليبيا ومالي
ومن القضايا الاخرى الأزمتان المالية والليبية، اللتين امتدت آثارهما إلى ما وراء الصحراء جنوبا وإلى الضفة الشمالية للبحر المتوسط.
وتعمل الجزائر بجد على توفير الأرضية الملائمة لتنفيذ اتفاق السلام أو اتفاق الجزائر بين الفصائل المالية وحكومة باماكو، الموقع في 2015. رغم محاولات فرنسا عرقلة هذا الاتفاق بكل الطرق. حتى يتسنى لها تبرير بقائها في مالي ونهب ثرواته.
وفي ليبيا، استطاعت الجزائر أن تجمع المتنازعين على السلطة، على مدار 7 سنوات، واقتنعت الأطراف أن الحل لن يكون إلا بين الليبيين ومن الليبيين أنفسهم. وتوجت مساعيها باتفاقي برلين 1 و2، اللذين تبنيا مبادرتيها اللتين طرحتهما العام 2014، ومباردة 2020.