بعث الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، شدد فيها على “حق جبهة البوليساريو في الرد بقوة وحزم على أعمال الاحتلال المغربي الوحشية وحربه العدوانية والانتقامية ضد الشعب الصحراوي..”
رسالة الرئيس الصحراوي التي تطرقت إلى التطورات الخطيرة التي تشهدها الأراضي الصحراوية المحتلة، عممت على أعضاء مجلس الأمن الدولي، واعتمدت كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن.
وقال في الرسالة “إن جبهة البوليساريو لن تبقى مكتوفة الأيدي في الوقت الذي تكثف فيه دولة الاحتلال المغربية أعمالها الوحشية وحربها العدوانية والانتقامية ضد الشعب الصحراوي”.
وأكد على أن “جبهة البوليساريو تحتفظ بحقها المشروع في الرد بقوة وحزم على أي عمل يضر بأمن وسلامة أي مواطن صحراوي أينما كان.”
وحمل الرئيس الصحراوي “دولة الاحتلال المغربية المسؤولة بشكل كامل عن عواقب أعمالها الإجرامية والإرهابية في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية.”
واعتبر أن الوضع بنذر بالخطر بشكل متزايد في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية ” بسبب الحرب الإرهابية والانتقامية التي تشنها دولة الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين والمدونين الذين يتعرضون يوميا لفظائع يندى لها الجبين وممارسات همجية ولا إنسانية..”
نموذج عائلة سيد إبراهيم خيا
وقدم الرئيس الصحراوي تفاصيل عن الانتهاكات المغربية، وأشار إلى عائلة سيد إبراهيم خيا التي قال إنها تحت حصار مشدد منذ 19 نوفمبر 2020 في مدينة بوجدور المحتلة، وإن سلطانة سيد إبراهيم خيا، الناشطة في مجال حقوق الإنسان, وعائلتها يواصلون احتجاجهم السلمي ضد الاحتلال المغربي غير الشرعي للصحراء الغربية.
وكشف أن سلطانة سيد إبراهيم خيا وشقيقتها، الواعرة سيد إبراهيم خيا، وأفراد آخرون من عائلتها يتعرضون يوميا للاعتداء الجسدي والتحرش الجنسي وغيره من ضروب المعاملة الهمجية والمهينة على أيدي عناصر الأمن والبلطجية التابعين للدولة المغربية.
وجاء في الرسالة أن الممارسات المغربية موثقة عن طريق الصور ومقاطع الفيديو التي تم نشرها على نطاق واسع وتقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية، مثل منظمة العفو الدولية.
و يواصل عناصر الأجهزة الأمنية المغربية، المتمركزون بشكل دائم خارج منزل العائلة ـ حسب ما جاء في الرسالة ـ منع المؤيدين من جلب المواد الغذائية والطبية إلى عائلة سيد إبراهيم خيا. ففي 21 مايو 2021, حاولت زينب أمبارك بابي وفاطمة محمد حافظي زيارة عائلة سيد إبراهيم خيا، ولكنهما تعرضتا للهجوم أمام منزل العائلة وتم سحلهما في الشارع وضربتا واعتديا عليهما بطريقة وحشية.
ودأب عناصر أجهزة الأمن المغربية ـ يواصل الرئيس الصحراوي في رسالته ـ على اقتحام ونهب منزل العائلة، وكثيرا ما تعمدوا سكب مواد كريهة الرائحة على أرضية المنزل، مما جعل البيت غير صالح للسكن. وفي محاولة واضحة لعزل العائلة أكثر عن العالم الخارجي, قام عناصر الأمن المغاربة مرارا وتكرارا بإزالة عداد الكهرباء, مما ترك عائلة سيد إبراهيم خيا بدون كهرباء لعدة أيام وليال.
وقد وقع أحدث عمل همجي لعناصر الأمن المغاربة ضد الناشطة في مجال حقوق الإنسان، سلطانة سيد إبراهيم خيا، في وقت مبكر من نهار أمس الاثنين عندما استخدم أحد عناصر الأمن المثبتين على رافعة خطافا لسحب سلطانة من على سطح منزلها، حيث كانت تزاول احتجاجها السلمي اليومي.
واعتبر الرئيس الصحراوي في رسالته “أن الهجوم المتعمد الذي تعرضت له اليوم الناشطة في مجال حقوق الإنسان, سلطانة سيد إبراهيم خيا, لا يدع مجالا للشك في أن سلطات دولة الاحتلال المغربية عازمة على تكثيف هجماتها الإرهابية والبشعة ضد المدنيين الصحراويين ونشطاء حقوق الإنسان.”
حملة “علمي فوق منزلي”
وتؤكد الرسالة أن عديد من النشطاء والمدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان انضموا إلى حملة “علمي فوق منزلي” التي يرفعون فيها علم الجمهورية الصحراوية فوق منازلهم كرمز للاحتجاج السلمي ضد الاحتلال المغربي غير الشرعي لأجزاء من وطنهم.
وتعرض العديد من النشطاء لأعمال انتقامية على أيدي سلطات الاحتلال بسبب دفاعهم عن حقوق الإنسان ونشاطهم السلمي دعما لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.
وجاء في الرسالة أن العنف الذي تعرضت له الناشطتان في مجال حقوق الإنسان, مينة وأمباركة أعلينا أباعلي، والمدافع عن حقوق الإنسان حسن الدويهي, والصحفية الصالحة بوتنكيزة على أيدي عناصر الأمن المغاربة في مدينة العيون المحتلة في 9 مايو 2021 “ليس سوى مثال واحد على الوحشية وسوء المعاملة والقسوة التي يندى التي يتعرض لها المدنيون الصحراويون عموما والمدافعون عن حقوق الإنسان بشكل خاص يوميا في الصحراء الغربية المحتلة..”
وتحدث الرئيس الصحراوي عن السجناء السياسيين الصحراويين, بمن فيهم مجموعة “أكديم إزيك” التي قال إنها “لا تزال تبعث على القلق بسبب الظروف المزرية التي يعيشونها داخل سجون دولة الاحتلال المغربية والممارسات المهينة والانتقامية التي تمارس ضدهم من قبل الإدارة السجنية المغربية”.
وللاحتجاج على استمرار سجنهم غير القانوني والمعاملة المهينة التي يتعرضون لها، قام بعض من معتقلي مجموعة “أكديم إزيك” بسجون دولة الاحتلال المغربية بإضرابات متتالية عن الطعام في ظل تجاهل سلطات الاحتلال المغربية لمطالبهم المشروعة..”
إن حالة يحي محمد الحافظ إعزى، وهو السجين السياسي الصحراوي الذي أمضى أطول مدة في السجن، تثير القلق بشكل خاص لأنه يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على اعتقاله الجائر وحرمانه من حقوقه الأساسية في الزيارات الأسرية والعناية الصحية.
وطالب الرئيس الصحراوي مجددا، في رسالته, ب”التدخل العاجل لإنهاء معاناة كل السجناء السياسيين الصحراويين وعائلاتهم وضمان إطلاق سراحهم الفوري، وبدون قيد أو شرط, لكي يتمكنوا من الالتحاق بوطنهم وجمع شملهم بذويهم.
لا سلام مع الإفلات التام من العقاب
وقال “كما أوضحنا في رسائل سابقة، فإن تقاعس الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن وصمتهما المطبق في مواجهة السلوك الإجرامي لدولة الاحتلال المغربية هو الذي يشجع هذه الأخيرة على التمادي في ممارساتها الإرهابية والهمجية في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية”.
وبينما أدان الرئيس غالي بشدة ما وصفه بالعنف والإرهاب المستمرين ضد جميع نشطاء حقوق الإنسان والصحفيين الصحراويين، فإنه كذلك كرر دعوته للأمين العام للامم المتحدة، أنطونيو غوتيريس ولمجلس الأمن إلى “تحمل مسؤولياتهم وتوفير الحماية للمدنيين الصحراويين في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية التي لا تزال تحت حصار عسكري وتعتيم إعلامي شديدين”.
ومن جهة أخرى، شدد الرئيس الصحراوي في رسالته على أن جبهة البوليساريو تؤكد من جديد أنه “لا يمكن على الإطلاق أن تقوم أي عملية سلام بينما تستمر دولة الاحتلال المغربية, في ظل الإفلات التام من العقاب، في حربها الإرهابية والانتقامية ضد المدنيين الصحراويين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان”، إضافة إلى محاولاتها فرض الأمر الواقع بالقوة في الإقليم, يضيف الرئيس غالي.
ويؤكد أيضا أن جبهة البوليساريو ” لن تقف مكتوفة الأيدي في الوقت الذي تكثف فيه دولة الاحتلال المغربية أعمالها الوحشية وحربها العدوانية والانتقامية ضد الشعب الصحراوي”، وأضاف ” وإننا لنحتفظ بحقنا المشروع في الرد بقوة وحزم على أي عمل يضر بأمن وسلامة أي مواطن صحراوي أينما كان. وتبقى دولة الاحتلال المغربية وحدها هي المسؤولة بشكل كامل عن عواقب أعمالها الإجرامية والإرهابية في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية..”