سبتة ومليلية.. مدينتان تحتلهما إسبانيا، ويعتبرهما المغرب جزءا من ترابه الوطني، تثير من حين إلى آخر خلافات بين الدولتين.
تقع المدينتان على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. تبلغ مساحة سبتة 20 كلم مربع، ومساحة مليلية 1205 كلم مربع.
استعمرت مدينة سبتة من طرف البرتغال عام 1415 ميلادية، أي قبل سقوط غرناطة.
تنازلت البرتغال عن المدينة للإسبان سنة 1668 بمقتضى معاهدة لشبونة، مقابل اعتراف إسبانيا باستقلال البرتغال.
و احتلت مليلية من قبل الإسبان سنة 1497 ميلادية.
اشترط الجيش الإسباني على الأحزاب السياسية، قبيل وفاة الجنرال فرانكو في 1975، رفع يده عن الحكم، مقابل أن تحتفظ إسبانيا بمدينتي سبتة ومليلية.
ونص الدستور الإسباني على ذلك، ومنحتا حكما ذاتيا، في إطار النظام الإداري الإسباني.
وبعد انتهاء الحملة الفرنسية على المغرب في 1956، رفضت مدريد التنازل عن المدينيتن.
وخيرت السلطات الإسبانية في منتصف الثمانينات سكان المدينتين المغاربة، بين الجنسية الإسبانية أو الحصول على بطاقة إقامة الأجانب.
“خلية مشتركة”
وفي منتصف الثمانينيات، اقترح ملك المغرب الراحل، الحسن الثاني، تشكيل خلية تفكير مشتركة لبحث مستقبل سبتة ومليلية، إلا أن إسبانيا رفضت الاقتراح.
وجاء الاقتراح المغربي في نوفمبر 2007، عقب اندلاع مواجهات بين مغاربة والسلطات الإسبانية.
وفي 2002، احتجت السلطات الإسبانية على رفع علم المغرب فوق “جزيرة ليلى”، المواجهة لمدينة سبتة. وأرسلت مدريد مئات الجنود، جوا وبحرا، لطرد خمسة جنود مغاربة.
وفي نوفمبر 2007 ، زار العاهل الإسباني، خوان كارلوس سبتة ومليلية، ما أثار احتجاجات شعبية ورسمية في المغرب.
في 15 جوان 2021، أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا جونزاليس، إن حكومتها تدرس ضم سبتة ومليلية بشكل كامل إلى منطقة شنغن الأوروبية.
وبينما يتحاشى نظام المخزن الخوض في موضوع سبتة ومليلية، أثار تصريح لرئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، استياء مدريد.
وتحدث العثماني في مقابلة صحفية، عن إمكانية أن “يفتح ملف سبتة ومليلية في يوم ما..”
ففي 21 ديسمبر 2020، استدعت إسبانيا سفيرة المغرب لدى مدريد، كريمة بنيعيش، وطلبت توضيحات بشأن تصريحات العثماني،.
وقالت كارمن كالفو، النائبة الأولى لرئيس الحكومة الإسبانية إن حكومة بلادها ترفض الخوض في موضوع سبتة ومليلية.
غير أن الحزب الاشتراكي المغربي، أكد في بيان أصدره في السادس من ماي الماضي، على”ضرورة استرجاع كافة الأراضي المغربية المغتصبة، بما فيها المساعي المشروعة بخصوص سبتة ومليلية..”
وتزامن تصريح العثمامي مع الأزمة الدبلوماسية الواقعة بين الرباط ومدريد على خلفية قضية الصحراء الغربية ومواضيع أخرى.
وكانت إسبانيا رفضت الخطوة التي اتخذها الرئيس الأمريكي السابق دونالد، ترامب من جانب واحد للاعتراف بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية، واعتبرت ذلك “انتهاكا للأنظمة الدولية والاتفاقيات الدولية..”