يروي الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون في كتاب أصدره مؤخرا، أسرار خلافه مع النظام المغربي بشأن قضية الصحراء الغربية، وذلك عندما كان يتولى المنصب الأممي.
في الكتاب الذي يحمل عنوان” عاقد العزم: توحيد الأمم في عالم منقسم”، خصص المسؤول الأممي صفحات ( من 67 إلى 70) لقضية الصحراء الغربية.
وتولى بان كي مون منصب الأمين العام للأمم المتحدة بين 2007 و2016.
“الأرض المحتلة”
وجاء في الكتاب أن النظام المغربي اختلف معه، بسبب وصفه الصحراء الغربية بالأرض المحتلة.
وظل المخزن يرفض ويعارض رغبة بان كي مون في زيارة بعثة المينورسو، لتقذيم شكره الشخصي للقائمين على حفظ السلام على جهودهم هناك، ومحاولة حل النزاع بين جبهة البوليساريو والمغرب.
ويكشف في كتابه ـ الصادر عن مطبعة بجامعة كولومبيا الأمريكية ـ أن المغرب ظل يحاول جره لكي يستقبل من قبل الملك في تلك المناطق، وهو ما كان يرفضه.
ورغم معارضة الرباط، نجح بان كي مون مع قرب نهاية ولايته الثانية، كما يقول في كتابه، في الذهاب إلى المنطقة، واطلع على مخيمات اللاجئين الصحراويين.
ويقول إنه وجد اللاجئين يعيشون في ظروف قاسية، عرضة للحرارة الحارقة والعواصف الرملية الشديدة، ويعتمدون على المساعدات الإنسانية الأجنبية لتلبية جميع احتياجاتهم بما في ذلك الغذاء،
وذكر المسؤول الأممي أن زيارته للمنطقة في 2016، جاءت بعد ثمانية عشرعاما من زيارة قام بها الأمين العام الأممي الأسبق، كوفي عنان في 1998.
زيارة السمارة
ويسرد بان كي مون في كتابه تفاصيل زيارته لولاية السمارة، و كيف اصطف أناس غاضبون حول موكبه، وعبروا له عن سخطهم وغضبهم، جراء الظروف التي أرغمتهم على أن يعيشوا في المخيمات القاسية، وغضبهم من فشل الأمم المتحدة في إنهاء النزاع.
ويورد أيضا أنه “تفاجأ وأحرج” لرؤية هذا العدد الكبير من الشباب الغاضبين يحملون لافتات مثل “لا لأربعين عاما من الاحتلال” وسماعه لهتافات “الأمم المتحدة غير نزيهة”.
ويقول إنه رد حينها على سؤال أحد الصحفيين، بالقول “لقد شعرت بحزن عميق لرؤية هذا العدد الكبير من اللاجئين ولا سيما الشباب الذين ولدوا هناك، الأطفال الذين ولدوا في بداية هذا الاحتلال هم الآن في الأربعين أو الحادية والأربعين من العمر..”
ويؤكد أنه كان مفعما بالمشاعر لدرجة أنه تحدث دون رقابة، في المؤتمر الصحفي الذي نشطه، “ولم أقل في الواقع إلا الحقيقة”، عندما تحدث عن الاحتلال المغربي للصحراء الغربية.
ويسترجع في سرده للأحداث، حادثة تنديد الملك المغربي محمد السادس بموقفه، وقرراه بطرد بعثة الأمم المتحدة من أجل الاستفتاء بالصحراء الغربية (المينورسو).
ويقول إن قرار محمد السادس، أضعف قوة البعثة الأممية، وأوقف مساهمة المغرب في عمليات حفظ السلام المقدرة ب 3 ملايين دولار سنويا.
ويشير أيضا إلى مسألة تجييش قرابة مليون مغربي للتظاهر في جميع المدن المغربية للتنديد به والمس من شخصه.
“وقاحة وزير”
ويبرز بان كي مون، في كتابه أيضا كيف أنه استغرب من وزير خارجية المغرب حينها، صلاح الدين مزوار، الذي استقبله بعد عودته إلى نيويورك، وطلب منه “بكل وقاحة” أن أيضا كيف أن يعتذر لحكومته وللملك.
ويضيف أنه وخلال عقد من خدمته بالأمم المتحدة “لم ير أو يسمع بسلوك وقح كهذا وتصرف منحط من دولة عضو ضد الأمين العام للأمم المتحدة.”
وجاء في الكتاب أن هذا السلوك جعل بان كي مون يعطي تعليماته إلى مكتبه الصحفي لإصدار بيان بلغة أشد، أعرب من خلاله عن اندهاشه من التصريحات التي أدلى بها المسؤولون المغاربة و”خيبة أمله وغضبه العميقين” إزاء المظاهرات التي استهدفته شخصيا.
ويعتبر أن مثل تلك الهجمات هي ازدراء للأمين العام للأمم العام وللأمم المتحدة.