مناضل ضد المحتل الإسباني ثم المغربي، وأبرز القادة السياسيين والعسكريين في الصحراء الغربية، شارك في تأسيس جبهة البوليساريو، و تصدى لمناورات النظام المغربي.
المولد والنضال
ولد إبراهيم غالي في 19 أوث 1949 في مدينة السمارة، بإقليم الساقية الحمراء بالصحراء الغربية.
درس علوم اللغة العربية وبعض المتون الفقهية، وكان تكوينه العلمي على يد الكتاب.
انخرط وهو في ريعان شبابه في الحركة الصحراوية ضد الاستعمار الإسباني، وكان أحد مؤسسي”المنظمة الطلائعية لتحرير الصحراء الغربية” عام 1969 بزعامة محمد البصيري، وأصبح لاحقا أمين سرها.
شارك غالي في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب(جبهة البوليساريو)، وانتخب أول مؤتمر لها في 10 ماي 1973.
وقاد أول عملية عسكرية ضد الاحتلال الإسباني في 20 ماي 1973.
تنحى غالي عن الأمانة العامة لجبهة البوليساريو في مؤتمرها الثاني في أوث 1974، وخلفه في المنصب الولي مصطفى السيد.
وبعد إسناد قيادة الجبهة إلى محمد عبد العزيز في المؤتمر الثالث لجبهة البوليساريو في أوث 1976، عين غالي عضوا في لجنة العلاقات الخارجية بالمكتب السياسي للجبهة.
ومثل الجبهة في المؤتمرات والمحافل الدولية، وشارك عام 1975 في الوفد الصحراوي المفاوض لإسبانيا بشأن انسحابها من الصحراء الغربية.
وشارك أيضا في عملية تبادل الأسرى بين الصحراويين والإسبان.
عين وزيرا للدفاع في أول حكومة للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بين عامي 1976 و1989 .
تولى بين عامي 1989و1993 قيادة الناحية العسكرية الثانية، ثم وزارة الدفاع مجددا من 1993 إلى غاية 1998.
شارك ضمن الوفد الصحراوي المفاوض مع ملك المغرب الراحل، الحسن الثاني، ثم مع نجله محمد السادس عام 1996 وكان حينها وليا للعهد.
عين وزيرا للمناطق المحتلة من 1998 إلى 1999، ثم ممثلا لجبهة البوليساريو في إسبانيا من 1999 إلى 2008.
رئيس وأمين عام
في جانفي 2016، عين غالي مسؤولا لأمانة التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى 2016.
وفي 9 جويلية 2016 انتخب غالي بالأغلبية الساحة أمينا عاما لجبهة البوليساريو ورئيسا للجمهورية الصحراوية، خلال أشغال مؤتمر استثنائي للجبهة عقد في ولاية الداخلة بمخيم اللاجئين الصحراويين.
وخلف في المنصب الراحل محمد عبد العزيز.
وفي 24 ديسمبر 2019 انتخب غالي بأغلبية مطلقة أمينا عاما لجبهة البوليساريو.
المرض والضجة المغربية
انتقل الرئيس الصحراوي في 18 أفريل 2021، إلى إسبانيا للعلاج من فيروس كوفيد 19.
و في 2 جوان عاد إلى الجزائر ونقل إلى المستشفى المركزي للجيش (محمد الصغير نقاش) في عين النعجة، حيث زاره رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، السعيد شنقريحة.
وقد استغل النظام المغربي مرض غالي واستقبال إسبانيا له، وشن حملة سياسية و إعلامية شرسة ضد الرجل، لكن العدالة الإسبانية أنصفته في الأخير.
قاد غالي منذ توليه رئاسة جبهة البوليساريو نضال الشعب الصحراوي ضد الاحتلال المغربي، ودافع عن حقوقه في المحافل الدولية.
وظل متمسكا بنفس مباديء وقيم الجبهة، وفي الذكرى الـ47 لاندلاع الكفاح المسلح، جدد غالي القول إن البوليساريو ” لا يمكن أن تقبل بأي حل لا يضمن حق الشعب الصحراوي، غير القابل للتقادم ولا للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال.”